يؤكد
العلماء في دراسات جديدة أن قشرة الدماغ الأمامية لها مهام متعددة منها
أنها مسؤولة عن العنف لدى الكائنات الحية ومنها الإنسان، فقد قام العلماء
بدراسات كثيرة جميعها تؤكد أهمية هذه المنطقة الحساسة من دماغ الإنسان، وهي
الناصية (قشرة الدماغ الأمامية).
وقد
أثبتت هذه الدراسات أن الإدمان على شرب الخمر يؤثر سلبياً على منطقة
الناصية ويُضعف أداءها وقدرتها على اتخاذ القرارات الصحيحة. ليس هذا فحسب
بل يؤدي "لتشوه" في نظام عمل هذه المنطقة مما يدفع مدمن الخمر لسلوك عدواني
عنيف تجاه الآخرين.
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
منطقة
الناصية هي المنطقة الأمامية من الجبهة، ويسميها العلماء القشرة الأمامية
وما تحتها، وهي منطقة لها دور كبير في الإبداع والتفكير والسلوك والكذب
والخطأ والعنف... وأشياء كثيرة لم يكتشفها العلماء بعد.
ويقول
العلماء إن الإصابات التي تحدث في هذه المنطقة بسبب الحوادث وكذلك قلة
النوم تولد العنف، وكذلك فإن تعاطي المخدرات وممارسة الشذوذ التحذيري
والإدمان على الزنا ولعب القمار... كل ذلك يحدث خللاً في قشرة الدماغ
الأمامية، مما يولد سلوكاً عدائياً تجاه الآخرين.
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
صورة
إلكترونية للدماغ ونلاحظ نشاطاً في منطقة الناصية (اللون الأحمر). إن
التجارب الجديدة التي أجريت بواسطة جهاز الرنين المغنطيسي الوظيفي تؤكد على
الدور الكبير الذي تلعبه منطقة الناصية في السلوك العدواني وبخاصة لمدمني الخمر والمخدرات فتظهر عليهم علامات لسلوك عنيف تجاه الآخرين.
والآن أيها الأحبة.....
هذه نتائج مؤكدة لدراسات علمية غزيرة أُجريت من قبل علماء غير مسلمين، ولكن نتائج أبحاثهم جاءت متفقة مع القرآن الكريم بشكل مذهل!
فالقرآن
يؤكد أن تعاطي الخمور والمسكرات والمخدرات وجميعها تنطوي تحت قائمة
"الخمر" تسبب سلوكاً عدائياً لدى من يدمن عليها، يقول تعالى: (إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ
اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
[المائدة: 91]. فالقرآن يؤكد لنا أن الخمر والميسر (القمار) يؤدي لوقوع
العداوة بين الناس، وهو ما يؤكده العلماء اليوم، فسبحان الله!
كذلك
فإن القرآن يتحدث في آية عظيمة عن منطقة الناصية (قشرة الدماغ الأمامية)
ودورها في الكذب والخطأ والإجرام والعنف تجاه الآخرين، وسوف يأخذ أولئك
المجرمين منها يوم القيامة فيقذف بهم في نار جهنم، يقول تبارك وتعالى: (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 15-16].
هناك آية أخرى تخبرنا عن أهمية هذه الناصية لدى الكائنات الحية في القيادة والتوجه، يقول تعالى: (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 56]. ونقول إن هذه الآيات لتشهد على إعجاز هذا القرآن ودقة كلماته وصدق هذه الرسالة الإلهية الرائعة!