امرأة تستعين بالجن وتخدع الناس بحصول الشفاء
امرأة تستعين بالجن وتخدع الناس بحصول الشفاء السؤال : يوجد بعض الناس من النساء والرجال يدعون أنهم يعالجون المريض عن طريق استحضار الجن ، ومن هؤلاء امرأة تستدعي الجن عند معالجة المريض وهي تذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتقرأ الفاتحة وبعض سور القرآن ثم يحضر الجان ، ويسلم على الجالسين حوله . ويذكرون أن الفساد منتشر في الأرض وأن الظلم سائر بين الناس ثم يصف العلاج من بعض الأعشاب . ومن ضمن ما يطلب من المريض أن يذبح ديكاً أو دجاجة ويحددها بلون من الألوان ويضعها على صدر المريض ويقول بمشيئة الله يزول هذا المرض عن المريض . فهل يجوز الذهاب إلى هذه المرأة بغرض العلاج إذا عجز الطب الحديث ؟
الجواب :
الحمد لله
"هذه المرأة وأشباهها لا يجوز أن تؤتى لطلب العلاج ولا للسؤال عن شيء ، هذه مشعوذة ويطلق عليها كاهنة وعرافة فلا يجوز إتيانها ولا سؤالها ، بل يجب أن تؤدب وتضرب وتسجن حتى تدع هذا العمل القبيح ، فإن التقرب إلى الجن واستحضارهم والاستعانة بهم في العلاج من أعظم الشرور ومن أعظم الفساد ، وقد يفضي إلى الشرك فقد تدعوهم من دون الله وقد تستغيث بهم وقد تقرب إليهم بعض القرابين من الذبائح وهذا شرك أكبر نعوذ بالله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) .
فهذه من العرافات فلا يجوز إتيانها ولا سؤالها ، وذلك مما دلت عليه السنة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهو أيضاً يفضي إلى فساد كبير وإلى الشرك الأكبر ، ومما يدل على خبثها وفسادها أنها تأمر بذبح بعض الحيوانات ويجعل على المريض ، وهذا من الكذب وليس له دخل في العلاج ولكنها تلبس به وربما بعد حين تأمر بذبحه للجن فيقع الشرك الأكبر .
ومن تلبيسها أنها تذكر الله وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حتى لا يظن بها سوء ، حتى يقال أنها طيبة ، ومن تلبس الجن وخداعه أنه يأتي ويقول : الناس فعلوا وفعلوا ويتوجع من ظلم الناس ومعاصيهم حتى يظن الناس به خيراً وحتى يقلدوه ويقبلوا علاجه فكل هذا تلبيس وخداع .
فالواجب الحذر منها ، والواجب على من عرفها أن يرفع أمرها إلى ولاة الأمور ، حتى يقوموا بما يلزم من جهة إبعادها وتأديبها ومنعها من هذه الأعمال القبيحة" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/384 ، 385) .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (1/384 ، 385) .