ترى في منامها أحلاماً مزعجة بعد أن تزوجت
أنا فتاة شابة وقد تزوجت مؤخرا برجل صاحب خلق ودين ، ومنذ أن تزوجت , وأنا أرى أحلاما مروعة عن زوجي وعن غيره ممن أحب .
لم يسبق أن رأيت أحلاما مروعة قبل زواجي, حيث كنت أردد الأذكار دائما قبل أن أنام. في بعض الأحيان أرى أن هناك جناً داخل أشخاص أخرين وأنا أحاول دفعهم بقراءتي لآية الكرسي , لكنهم يمنعوني من فعل ذلك. أنا لا أستطيع النوم في المساء وأقوم من نومي مرارا . لقد أخبرتني إحدى الأخوات أن ذلك ربما يكون بسبب العين والحسد من بعض الناس . إذا كان ذلك هو السبب, فهل ترشدني كيف أفعل في مشكلتي هذه ؟ فالأمر يضايقني جدا .
الحمد لله
أولاً :
لا شك أن الذي تراه الأخت السائلة من الأحلام المروعة هي من الشيطان اللَّعين الذي يحاول جهده أن يصد الناس عن الدين وعن ربهم الذي يعبدون ، ويريد أن يدخل الحزن على المؤمنين ، ولكن كيده على أولياء الله المتقين ، كيد ضعيف مهين ، لا سيما الذين يحصنون أنفسهم بالرقي الشرعية في يقظتهم وعند منامهم .
ثانياً :
اعلمي أن أفضل ما يحفظ به المسلم نفسه من الشيطان ذكر الله تعالى وفي الحديث الذي رواه الترمذي ( 2863 ) أن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا عليه السلام أن يأمر بني إسرائيل بخمس كان منها : ( وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلا بِذِكْرِ اللَّهِ ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
فالمسلم إذا صاحبَ تقوى الله في أمره كله ، وحافظ على أوامر الله واجتنب نواهيه ومحارمه ، والتزم بذكر الله من صلاة وصيام وغير ذلك من الطاعات ، وحصَّن نفسه بتلاوة القرآن في الليل والنهار والجهر والإسرار ، وحافظ على الأوراد والأذكار التي شرع قولها والتلفظ بها من أذكار المساء والصباح والطعام والشراب واللباس والمنام : فإن الشيطان يبعد عنه مذموماً مدحوراً لا يقوى على شيء من أمره ، وكيف لا والله تعالى يقول : { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا } النساء / 76 .
فالشيطان لا يقرب إلا من البعيدين عن دينهم وعن قرآنهم ، وقد يتعرض الشيطان للصالحين ليصدهم عن السبيل وليخرب عليهم معاشهم ودينهم ودنياهم ، فالوقاية تكون منه بالذي أسلفنا وليراجع في ذلك كتب الأذكار مثل كتاب " الأذكار " للإمام النووي و " عمل اليوم والليلة " للنسائي و " عمل اليوم والليلة " لابن السني ، وغير ذلك من كتب الأذكار الخاصة بهذا الموضوع أو العامة من كتب السنن ، فعند ذلك نرجو أن يتعدل الحال ، ويروق البال ، ويغير الله من حال إلى حال .
ومن الأذكار التي ننصح المداومة عليها :
1 – أذكار الصباح والمساء :
أ. أن يحافظ في كل مساء على أن يقول : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " .
عن أبي هريرة أنه قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، قال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك " .
رواه مسلم ( 2709 ) .
بل إن الرسول صلى الله عليه و سلم حثنا على أن نقول ذلك في كل منزل ننزله .
عن خولة بنت حكيم السلمية تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " .
رواه مسلم ( 2708 ) .
ب. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء .
رواه الترمذي ( 3388 ) وصححه ، وابن ماجه ( 3869 ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
ج. أن يقرأ قبل النوم آية الكرسي والمعوذات :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقك وهو كذوب ذاك شيطان " .
رواه البخاري ( 3101 ) ومسلم ( 505 ) .
والأذكار كثيرة جداً لا يسعها مثل هذا المجال .
ثالثاً :
أما الحسد والعين الذي تحدثت عنه ، وأنه ربما يكون الأذى قد نالك بسبب ذلك ، فالوقاية منه تكون بالأذكار الشرعية .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ".
رواه البخاري ( 3191 ) .
أما العلاج :
فعن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا " .
رواه مسلم ( 2188 ) .
فإن كنت تعلمين أن العين التي أصابتك من إنسان معين معلوم : فاطلبي منه أن يغتسل ، أو فليتوضأ ثم أهريقي عليكِ ماء غسله أو وضوئه ، والكيفية فيها يبينها لنا ابن القيم فيقول :
وفي سنن أبي داود ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين "، وفي الصحيحين عن عائشة قالت : " أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر أن نسترقي من العين " ، وذكر الترمذي من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي أن أسماء بنت عميس قالت : " يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم ؟ فقال : نعم ، فلو كان شيء يسبق القضاء لسبقته العين " قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، ثم ذكر حديث إصابة عامر بن ربيعة لسهل بن حنيف بعينه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بالاغتسال ، ( فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح مع الناس ) .
" الطب النبوي " ( ص 127 – 129 ) .
ولمعرفة المزيد عن العين وطرق علاجها والوقاية منها راجعي السؤال رقم ( 20954 )
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب