تشعشع النور في دنيا الهدى و صفا
بمولدٍ فيه عباسٌ سما شرفا
و راح بيتُ عليٍ يكتسي حُللاً
خُضرا بها زال عنه الهم و انكشفا
*********
و استبشرت فرحا أم البنين به ** لما تجلى كبدرِ الأفق متصفا
يومٌ به وُلدَ العباس طالعهُ ** سعد السعود ضوى بالخير قد وكفا
قد راح حيدرُ يولي في محبتهِ
مؤكدا فيه أوصافا به عُرفا
********
فهو الوليدُ الذي كان الرجاءُ به ** مؤملا قبل هذا اليوم مكتشفا
فكان عوناً لسبط المصطفى بيدٍ ** كما أراد عليٌ حينما وقفا
منذ الطفولة كان الحب يجذبه
نحو الحسين فما ألوى و لا انحرفا
********
ما كان يدعوه يوما باسمه أبدا ** لكن بيا سيدي يدعوه مُعترفا
باب الحوائج أعظم فيك منكسراً ** لإبن النبي و ذا قد كان منك وفا
يوم تجسدْت فيه العزم معتصما
بالله مرتاع القلب منك أو ضعُفا
********
اذكرتنا بيوم صفينٍ يجول بها ** أبوك حيناً لأرواح العدى خطفا
كسبتها جنةً كنت الجدير بها ** أحلك الله من ساحاتها غرفا
و رتبةً يغبط المستشهدون بها
عُلاك حين تحل الروضة الأُنفا
*********
يا ما أجلك من حامٍ و منتصرِ ** نال الشهادة إذ ضحى لها و كفا
قد صرت ما بيننا رمز الفداء مثلا ** حقاً يسير مع الأيام من صرفا
ما قيمة الشعر أن يوليك مدحته
و أنت فوق مديح الواصف اتصفا
********
فاقبل فديتك ميسورا أنظمه ** وافت به لك روحٌ قد صفت و صفا
و اشفع بفضلك لي يوم المعاد إذا ** ماجئت و الذنب مني أوهن الكتفا