حدث 25 رمضان: هدم الأصنام حول الكعبة
حدث 25 رمضان: هدم الأصنام حول الكعبة
هدم الأصنام: فى الخامس والعشرين من شهر رمضان 8 هـ الموافق 15 يناير 630م بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد لهدم الأصنام ومنها العزى، كما بعث عمرو بن لعاص لهدم سواع، وبعث سعد بن زيد الأشهلى لهدم مناة، فأدَّى كل منهم مهمته بنجاح.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 129 هـ، أعلن أبو مسلم الخرسانى الثورة على الأمويين، أعلنت الثورة رسمياً ضد الحكم الأموى فى خرسان الإيرانية، على يد سليمان ابن كثير، التّف مؤيدو العباسيين حول أبو مسلم الخرسانى، اتخذوا اللون الأسود فى ملابسهم وراياتهم شعاراً لهم، وأقيمت أول صلاة عيد الفطر تحت راية العباسيين، وتحققت لأبى مسلم الخرسانى السيطرة على خرسان بعد أن دبّ العداء بين والى الأمويين على خرسان وشعبها، ثم أطلق على نفسه لقب أمير آل مُحَمّد، ذعرت الحكومة الأموية فى دمشق من هذه التطورات الخطيرة فى خرسان فأرسلت الجيش تلو الآخر للقضاء على الثورة، إلا أنها منيت بالفشل، فاستسلمت المدن الإيرانية الأخرى للعباسيين، وأضحى الطريق إلى العراق مفتوحاً، مات والى خرسان الأموى نصر ابن سيّار فى الرىّ، أى طهران حالياً، دون أن يكسب معركة واحدة ضد الثورة، وقد أمر إبراهيم ابن مُحَمّد العباسى قحطبة ابن شبيب الطائى قائده فى المناطق العربية بمهاجمة العراق، فهزم القائد قحطبة الوالى الأموى عليها ابن هبيرة، الذى ما لبث أن مات غرقاً وهو يحاول اجتياز النهر هرباً، فخلفه فى القيادة ابنه حسن، دخل قحطبة الكوفة وأعلن أن الإمام هو إبراهيم العباسى، غير أن الأمويين اعتقلوه وقتلوه فى الشام، فأوصى إبراهيم قبل اعتقاله بالخلافة إلى أبى العباس عبد الله ابن مُحَمّد أخيه.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 447هـ للعام الميلادى 1055، دخل تغرل بق، حفيد سلجوق، مدينة بغداد، فاستقبله الخليفة العباسى القائم بأمر الله وكبار رجال الدولة وأعيانها بأعظم تكريم، وأمر الخليفة العباسى بذكر اسمه فى خطبة الجمعة، كما لقّبه باسم ركن الدولة تغرل بق إمام أمير المؤمنين.
موقعة (ملاز جرد): فى الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 463هـ الموافق 1070م، حقق المجاهد (ألب آرسلان) قائد جيوش المسلمين، وسلطان الدولة السلجوقية، انتصارًا عسكريًّا فريدًا فى التاريخ الإسلامى، على الدولة البيزنطية، وحلفائها الصليبيين، ووقع إمبراطور الدولة البيزنطية (رومانوس الرابع) أسيرًا فى هذه الموقعة الحربية (ملاز كرد) أو (ملاز جرد).
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 532هـ قُتل الخليفة الراشد المنصور بن المسترشد، ودُفن فى شهرستان بأصبهان، كان حسن اللون، مليح الوجه، شديد القوة، مهيباً، ولى الخلافة بعد أبيه ثم خلع فذهب مع العماد زنكى إلى أرض الموصل ثم جمع جموعا فاقتتل مع الملك مسعود فى هذه السنة فذهب إلى أصبهان فقتل بعد مرض أصابه، فقيل إنه سم، وقيل قتلته الباطنية وقيل قتله الفراشون الذين كانوا يلون أمره فالله أعلم.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 544هـ مولد الفقيه والأصولى الكبير "مُحَمّد بن عمر بن الحسين بن على"، المعروف بـ "فخر الدين الرازى"، صاحب تفسير القرآن الكريم "مفاتيح الغيب" وهو من أجلِّ التفاسير وأشهرها، وقد تجاوزت مؤلفاته أكثر من مائة كتاب.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، لعام 658هـ انتصر المسلمون، بقيادة قطز، على التتار فى معركة عين جالوت، وهى مدينة قرب مدينة الناصرة فى فلسطين، التتار هم أقوى قبائل المغول، قاموا بالزحف على بلدان العالم الإسلامى، فبدأو بقتال الخواروميين فى أفغانستان وإيران ثم دخلوا العراق وأسقطوا الخلافة العباسية، بعد أن قتلوا آخر خليفة بنى العباس المستعصم، ثم انتقل التتار إلى دمشق واستولوا عليها، ثم استولوا على نابلس فى فلسطين، وتقدموا بعد ذلك إلى غزة، دون مقاومة تذكر، فوصلوا إلى حدود الدولة المملوكية المصرية فى وقت قصير، وكان هولاكو يقود الجيوش بنفسه، فأرسل رسالة تهديدية إلى حاكم مصر وقتئذٍ وهو سيف الدين قطز، سلطان المماليك، تضمنت الرسالة التهديد والويل وعظائم الأمور إن قاوم قطز جيوش التتار، ثم وقع حادث فى الصين، إذ توفى أخو هولاكو وهو منكو خان، وتنازع أخواه قبلاى خان وأريق باه على العرش، فرحل ليؤيد أخيه قبلاى خان، وقد عقد اللواء لقائده كتبغه لمهاجمة مصر، لكن قطز الذى جمع جيشاً كبيراً من المسلمين، قضى على جيش التتار فى معركة عين جالوت، ولاذا الجيش بالفرار، استولى قطز على بلاد الشام كلها من الفرات إلى حدود مصر، وعندما همّ بالعودة إلى مصر، دبّر له مساعده بيبرس البندق دارى مكيدة لقتله، بالاتفاق مع بعض المماليك، فاستولى مساعد على الحكم بعد قطز، وقد أوجعت هذه الأخبار قلب العالم الإسلامى بعد فرحته بالنصر على التتار.
كان المشهد الأخير من قصة بطل معركة عين جالوت حزينا مثيرا للشجن والتأمل، فبينما كان السلطان المظفر سيف الدين قطز فى طريقه إلى القاهرة التى كانت تنتظره بالزينات وتستعد لاستقباله بما يليق، كان القدر يخفى له مؤامرة نفذها شركاؤه فى النصر الذين استكثروا عليه أن يرى نشوة النصر فى عيون مستقبليه، ويستشعر عظمة ما صنع لأمّته، فلقى حتفه على يد بيبرس فى الصالحية فى (16 من ذى القعدة 658هـ = 23 من أكتوبر 1260م). ويبدو للناظر فى حوليات التاريخ التى احتفظت بتفاصيل حياة هذا البطل أنه قد جاء لأداء مهمة عظيمة ومحددة، فما إن أداها على خير وجه حتى توارى عن مسرح التاريخ بعد أن خطف الأبصار وجذب الانتباه إليه على قِصر دوره التاريخى، لكنه كان عظيما وباقيا، فاحتل مكانته بين كبار القادة وأصحاب المعارك الكبرى.
والتاريخ لا يعتد بحساب الأزمان والأيام، وإنما يعتد بحجم التأثير الذى يتركه الرجل وإن كانت حياته قصيرة، فكثير من خلفاء المسلمين وحكامهم أمضوا عشرات السنين دون أن يلتفت إليهم التاريخ أو ترتبط حياتهم بوجدان الناس ومشاعرهم، والدليل على ذلك أن عمر بن عبد العزيز تبوأ مكانته المعروفة فى التاريخ بسنتين ونصف قضاهما فى الحكم، وبقى ذكره حيا فى القلوب، وعنوانا للعدل والإنصاف.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 683هـ المصادف ليوم الخميس للعام الميلادى 1294، كان رحيل قاضى القضاة شهاب الدين بن الخويي، أصله من خوى، اشتغل وحصّل علوماً كثيرة، وصنّف كتباً كثيرة، وله نظم علوم الحديث، وكفاية المتحفظ، وغير ذلك، وقد سمع الحديث، ولّى قضاء القدس، ثم ولّى مدينة حلب، ثم ولّى قضاء القاهرة، ثم قدم على قضاء الشام مع تدرّيس العادليّة والغزاليّة وغيرهما، وكان من حسنات الزمان وأكابر العلماء الأعلام، عفيفاً نزيهاً، بارعاً، محباً للحديث وعلمه وعلمائه، تُوفى فى هذا اليوم عن سبع وستين سنة، صُلى عليه ودُفن من يومه بتربة والده بسفح جبل قاسيون فى سوريا.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 1213هـ للعام الميلادى 1799، وصل القائد الفرنسى الجنرال دى سكس إلى جزيرة فيلة، جنوب مصر، مطارداً لجيوش المماليك المنهزمة بقيادة مراد بك، ضمن تداعيات الحملة الفرنسية على مصر التى قادها نابليون بونابرت، ووصلت إلى سواحل الإسكندرية فى السابع عشر من شهر محرّم للعام 1213 للهجرة النبوية الشريفة.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك لعام 1251 هـ دخل الفرنسيون مدينة تلمسان الجزائرية بعدما اضطر الأمير عبد القادر الجزائرى إلى الانسحاب إلى مدينة وجدة على الحدود مع المغرب.
"اعلموا أن غايتى القصوى اتحاد الملة المُحَمّدية، والقيام بالشعائر الأحمدية وعلى الله الاتكال فى ذلك كله"
هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبى حين أُقيمت دولته، وأُعليت رايته، إنه عبد القادر الجزائرى…المجاهد الذى ما وجد أهل الجزائر سواه لينصّبوه إمامًا للمجاهدين وهو ابن الخامسة والعشرين، وأرادوه "سلطانًا" فأبى أن يكون إلا "أمير الجهاد". فهو محط أنظارنا، والجدير باعتبارنا، وهو شخصية تمتلئ حياتها بعبرة لأولى الأبصار وتذكرة لأهل الاعتبار.
هو عبد القادر ابن الأمير محيى الدين الحسينى، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن على ولد فى 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادى الحمام من منطقة "وهران" بالمغرب الأوسط أو الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعى أن يصطدم مع الحاكم العثمانى لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد فى بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها فى رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربى فى هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا فى قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً فى 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثمانى سريعًا، ولكن الشعب الجزائرى كان له رأى آخر.
بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى فى ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته فى المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع فى موقعة "خنق النطاح" التى أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر فى القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهى اتفاقية "دى ميشيل" فى عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شئونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير فى تأمين بلاده إلى الدرجة التى عبر عنها مؤرخ فرنسى بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!". وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسى الهدنة، وناصره فى هذه المرة بعض القبائل فى مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قى قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا، وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسى.
ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهى مدينة "المعسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله فى هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتى القائد الفرنسى الماكر الجنرال "بيجو"، ولكن الأمير نجح فى إحراز نصر على القائد الجديد فى منطقة "وادى تفنة" أجبرت القائد الفرنسى على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" فى عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شئون البلاد، وفى نفس الوقت كان القائد الفرنسى "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة فى عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسى يلجأ إلى الوحشية فى هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التى تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسى أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربى، ولم يستجب السلطان لتهديدهم فى أول الأمر، وساند الأمير فى حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسى يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه.
ظل الأمير عبد القادر فى سجون فرنسا يعانى من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعى الأمير لكى يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق، حيث اسطنبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام فى دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس فى المسجد الأموى كما قام بالتدريس قبل ذلك فى المدرسة الأشرفية، وفى المدرسة الحقيقية.
وفى عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى فى منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال فى حماية أكثر من 15 ألفا من النصارى، إذ استضافهم فى منازله. وافاه الأجل بدمشق فى منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربى بالصالحية.
فى مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك، لعام 1294هـ القائد العثمانى أحمد مختار باشا ينتصر على الجيش الروسى فى معركة "يخنيلر"، واستطاع إحراز هذا الانتصار بجيش قوامه 34 ألف جندى على الجيش الروسى المكون من 740 ألف جندى، وخسر الروس فى هذه المعركة 10 آلاف قتيل