جريمة التعذيب في جوانتانامو وأبي غريب جريمة إدارة ودولة وحضارة ! !
الأربعاء 28 ربيع الأول 1427هـ – 26 أبريل 2006م
الخبر
مفكرة الإسلام : ذكرت مجلة ' صالون ' الأمريكية نقلاً عن وثائق عسكرية أمريكية أن رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي متورط شخصياً في عمليات تعذيب في جوانتانامو والعراق .
التعليق
من الأمور المعلومة في علم الاجتماع أن الظاهرة الاستثنائية تحدث مرة واحدة أو مرتين على الأكثر ثم لا تتكرر ، أي إذا تكررت أكثر من ذلك فإنها تصبح حقيقة علميةإحصائية ذات دلالة ، ونحن أمام حوادث التعذيب الأمريكي في سجون أبي غريبوجوانتانامو وقلعة جانجي بأفغانستان ، والبقع أو المواقع السوداء التي اخترعتهاأمريكا في أكثر من دولة على امتداد العالم ومارست فيها عمليات التحقيق والتعذيب ،وكذلك الاستجواب والتعذيب في الجو داخل الطائرات ، أو تسليم المعتقلين لدول معروفةبممارسة التعذيب . . . الخ كلها تشكل ظاهرة متكررة بل ومتوافرة ، ومن ثم فإنها ليستجريمة فردية استثنائية بل هي جريمة دولة وقادة ونظام وحضارة فالتعذيب تم لمدة سنواتفي جوانتانامو ، واختراع هذا السجن أصلاً ، ورفض إعطاء أي ضمانات للمتهمين فيه وعدمخضوعهم لأي قانون من أي نوع لأنهم ليسوا على الأرض الأمريكية ، وما سجلته تقاريرمنظمات حقوق الإنسان عن أشكال التعذيب في هذا السجن ، وكذا إصدار أوامر من وزيرالدفاع الأمريكي شخصياً والرئيس الأمريكي بالتالي بإطلاق الرصاص وقتل من يستسلم منالجنود الأفغان ، بل وقتل المسجونين في قلعة جانجي ، وكذا ما حدث في سجن أبي غريبكله هذا يقودنا إلى أنها جريمة إدارة دولة وليست جريمة فردية خاصة إذا أضفنا إلىذلك التاريخ الأمريكي في إبادة الهنود
الحمر واسترقاق السود ، إنها دولة الجريمة في التاريخ والحاضر و ربماالمستقبل نفس الجرائم تقريباً نسبت للإدارة البريطانية في العراق ، ومن قبل فإنالتاريخ الأوروبي في المذابح والإبادة والنهب معروف ومشهود ومن ثم فإنها جريمةحضارة كاملة ، هي حضارة الجريمة ، أي الحضارة الغربية ، على كل حال فإن وقائعاًجديدة تؤكد تلك الحقيقة وهي أن السيد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي شخصياًقد ساهم بنفسه في عمليات التعذيب ، فهو حسب صحيفة صالون الأمريكية نقلاً عن وثائقعسكرية أمريكية تورط في التعذيب في سجن أبي غريب وجوانتانامو ، وأنه أمر بذلك ، أوسمح به ، وأنه كان يتابع عمليات التعذيب تلك بنفسه في حالات محدودة مثل حالةالمعتقل محمد القحطاني مثلاً .
إن التعذيب جريمة فرد وجريمة جيش، وجريمة قادة وجريمة دولة، وجريمة حضارة ولا تعارض بين ذلك كله.