كثيراً ما يجمعنا المجلس أو صالة الانتظار في مكان ما مع شخص قليل الكلام ، فيحدث صمت رهيب. هذا الصمت يسبب قدراً كبيراً من القلق والارتباك لدى كثير من الناس. ولعل هذا القلق شبيه بما يحدث في المصاعد ، حيث تجد الجميع يتشاغل بالنظر إلى شاشة الأدوار أو أزرار الإختيار أو السقف أو يطرق إلى الأرض.
ما سأتحدث عنه اليوم هو:
كيف تتصرف عندما يخيم الصمت المخيف على مجلسك؟
1. تذكر دائماً أنك لست مجبراً على الحديث مع من لا يريد الحديث .. ولا تحمل نفسك مسئولية الترفيه عن من ليس مستعداًً للمشاركة معك.
2. استرخ وتقبل هذا الصمت وما يحدث معه من الإرتباك كوضع طبيعي. لا تتوقع أن يستمر الحديث دائماً بلا انقطاع أو صمت.
3. الوصفة السحرية لإذابة الثلج هي معرفة بعض الأمور عن الطرف الآخر: اهتماماته ، أسلوب تفكيره ، آماله ، آلامه...الخ. ومن هنا يمكن أن تعثر على الكنز. لو بدأت الحديث عن المكان المحيط بكم ، فقال: الحديقة جميلة ، لكن العشب لا بد أن يقص بشكل مستمر ليبقى أخضر.. ، هنا يمكن أن يكون الحديث عن العشب أشكاله وتنسيق الحدائق والري ...الخ.
4. اختر موضوعاً محايداً وابدأ الحديث عنه ، مثل المكان الذي تجلسان فيه أو الطقس أو الأخبار. تجنب البدأ بالحديث عن مواضيع معقدة مثل الإرهاب أو الحب أو الأمور السياسية. هذه الأمور ستجعل الطرف الخر ينغلق أكثر.
5. أنصت جيداً لما يقوله الطرف الآخر لتتعرف على رغبته في مواصلة الحديث معك ، والجوانب التي يرغب الحديث فيها أو يتحسس منها...الخ.
6. استخدم بعضاً من عبارات محدثك لتنطلق منها لجعل الحديث مريحاً ، مثل: فعلاً الجو بدأ يتغير هذه الأيام .. تتوقع يبدر أكثر؟ أو آها!! أنت كنت في مكان كذا عندما هبت العاصة .. الله يعينك .. كيف...الخ.
7. جرب أن تولد سؤالاً من سؤاله ، عندما يسألك الشخص الآخر: هل رأيت العاصفة البارحة؟ ربما يكون الجواب: نعم. كنت في البيت ورأيت الجو تغير فجأة. أين شاهدتها أنت؟. وبعد سماع الجواب يمكن ان تستطرد: أين؟
8. إذا شعرت بالحرج أو الارتباك ، قم من مقعدك واعرض على الطرف الآخر أن تحضر له كوباً من الشاي أو كأساً من الماء مثلاً.
9. استخدم الابتسامة لتبدو ودوداً ، مريحاً في الحديث ، فلن يبقى بعد افتراقكما سوى هذا الانطباع.
10. استشعر معاناة محدثك وأدخل السرور على قلبه ، واذكر له ما يخفف عنه ، مثل: الحمد لله هذه الأمور بسيطة وتزول بسرعة .. أو: أنا أعرف أحدهم كان .. والحمد الله الآن وضعه جيد و...الخ.
11. حول الصمت إلى إجراء حركي (إذا كان ذلك ممكناً). جرب أن تقول: ما رأيك لو نشاهد آخر الأخبار في التلفاز؟ أو ما رأيك أن نخرج نتمشى قليلا؟ أو تعال معي لأريك كذا...
تجنب التصرفات التالية :
1. تجنب بدأ الحديث بطرح أسئلة ، واستخدمها لإدارة دفة الحديث مثل" هل رأيت العاصفة البارحة؟ وتجنب الأسئلة من العيار الثقيل مثل: ما رأيك في ما تفعله أمريكا في العالم؟
2. تجنب الأسئلة التي تكون إجابتها بنعم أو لا ، مثل: أنت من الرياض؟ موعدكم اليوم؟ لكي لا يتوقف الحديث ، ويعود الصمت الرهيب. وفي ذات الوقت حاول أن لا تقتصر إجاباتك أنت على نعم أو لا.
3. لا تكن كشخص غامض. لو سألك الطرف الآخر: عندك أولاد؟ أو أنت متزوج؟ فقل: نعم ولله الحمد. ثم أكمل بناءاً على حدسك عن دوافع السؤال. قد يكون جوابك: نعم ولله الحمد ، وأنت؟ أو: نعم ولله الحمد ، لمااذ تسأل؟ أو: نعم ولله الحمد. ما يظهر علي أن...؟
4. لا تنس أن تذكر في ثنايا حديثك آية أو حديثاً أو حكمة تكتب لك بها حسنة ، كما لا تغفل ان تتحدث عن نعمة من نعم الله.
5. لا ترغم الطرف الآخر على قول مالا يريد قوله فيتحول الحديث إلى تحقيق. ولا ترغمه على فعل ما يحرج من فعله ، مثل: أريك غرفة نومي الخاصة!!!