يسائلني عن الحـال الحـبيب ...
ويبدو مــن كتابته الشحـوب
وقد جــافى المبيت بلا انيس ...
واخفت حلو بسمته الخــطوب
يناديني فـقدتك مــنذ حـول ...
وشمسك قـــد تغشاها الغروب
وقد كـنت المجيب الى ندائي ...
وشخصك حــاضر فلم المغيب
تذكر امــك الـظــمأى ...
بقلب به مــن شدة البلوى ثقوب
تقضي لـيلها مـن غير نوم ...
ويغلبها عـلى النوم النحيب
وترفـع كـفها رباه ابني ...
بحـفظك انت لي نعم المجيب
ويمضي يومـها عبثا تنادي ...
اريــدك يابني الا تجـيب
اجبني يابـني ودع عقوقي ...
بعيد انت عـني ام قـريب
وبنتك اشـرقت من غير نور ...
مع الاطـفال يلهبها اللهيب
تنادي امـها في كـل يوم ...
ولون الـوجه مبتئس كئيب
ارى في الحي اطـفالا صغارا ...
وللاطـفال آباء تجـيب
ايا امـاه اين ابي مقيم ...
ايا امــاه اين ابي الحبيب
فقدنا والـدي فمتى سيأتي ...
اجيبي هـل ترين ابي يؤوب
فتنكأ جـرحها وتهيج اخرى ...
ويفرق خــدها دمع سكيب
تكفكف دمــعها من غير صوت ...
لـــيخسأ شامت نذل جريب
واخــوان اخيات عكوف ...
على الاحــزان تجمعهم كروب
حبيبي ياعـــزيز القلب صبرا ...
فــاني صــابر جلد أريب
ولست مـــباليا في اي واد ...
من الـدنيا تجمعت الخطوب
ولست مــباليا في اي سجن ...
مــن الاوطان اقفلت الدروب
كــتاب الله خير الـــزاد فينا ...
عـظيم وهو للبلوى طبيب
الى يوم الــقيامة سوف نمضي ...
وثم هــنا لكم تشفى القلوب
ويعلم عــندها نذل كــفور ...
عــقاب الله وهو لهم رقيب