اليهود و نقض العهد
ذكر أصحاب السير :
أن اليهود كانوا يساكنون المسلمين في المدينة ..
وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب وتسترُ المسلمات ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات فما استطاعوا ..
وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ..
وكانت عفيفة متسترة فجلست إلى صائغ منهم ..
فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها
أو لمسِها والعبثِ بها كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام فعملوا
على كشف وجهها ونزع حجابها .. فأبت .. وتمنعت فغافلها الصائغ وهي جالسة
وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ..
فلما قامت .. ارتفع ثوبها من ورائها وانكشفت سوأتها فضحك اليهود منها..
فصاحت المسلمة العفيفة .. اقتلوني ولاتكشفوا عورتي فلما رأى ذلك رجل
من المسلمين سلَّ سيفه ووثب على الصائغ فقتله .
فشد اليهود على المسلم فقتلوه ..
فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات حاصرهم حتى استسلموا ونزلوا على حكمه
فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكل بهم ويثأر لعرض المسلمة
قام إليه جندي من جند الشيطان الذين لا يهمهم عرض المسلمات .. قام رأس المنافقين .. عبد الله بن أبي ابن سلول ..
فقال : يا محمد أحسن في معامله اليهود وكانوا أنصاره في الجاهلية ..
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. ورفض..
إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..
فقام المنافق مرة أخرى وقال : يا محمد أحسن إليهم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. صيانة لعرض المسلمات .. وغيرة على العفيفات
فغضب ذلك المنافق وأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم ..
وجرَّه وهو يردد : أحسن إلى اسراك .. أحسن إلى اسراك فغضب النبي صلى الله
عليه وسلم والتفت إليه وصاح به وقال : اتركني .. فأبى المنافق وأخذ يناشد
النبي صلى الله عليه وسلم العدول عن قتلهم فالتفت إليه النبي صلى الله عليه
وسلم وقال : هم لك .. ثم عدل عن قتلهم لكنه صلى الله عليه وسلم أخرجهم من
المدينة .. وطرَّدهم من ديارهم ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ارسلها لغيرك فان الدال على الخيركفاعلة
فتجدها إن شاء الله لك شفيعة يوم القيامه
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون احسنه يارب العالمين
اللهم أجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم