شجرة الفستـــق
شجرة الفستق من الأشجار المعمرة التي يعيش بعضها ثلاثمئة سنة، وهي لاتبلغ
كامل نموّها، ولا تعطي كامل إنتاجها إلاّ عندما تصل إلى مافوق سن
الأربعين.
يعتبر الفستق الحلبي من الأشجار المثمرة المتساقطة الأوراق ، ويوجد من
الفستق الحلبي عشرون نوعاً منتشرة في خمس مناطق جغرافية مختلفة والمناطق
الرئيسية الأربع منها توجد في نصف الكرة الشمالية. وتجدر الإشارة إلى أن
شجرة الفستق الحلبي عريقة القدم في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق
الأوسط إلا أن الموطن الأصلي للفستق الحلبي هو سورية (حلب – عين التينة) .
وتشير كثير من المراجع إلى أن هذا الجنس عرف منذ 3500 سنة قبل الميلاد في
منطقة غرب آسيا وبلاد الشام. و اسم الفستق الحلبي نسبة إلى حلب كمنطقة
تقليدية بزراعة هذه الشجرة منذ القديم. لذلك فإذا ماذكرت مدينة حلب فإنه
يترافق معها الفستق الحلبي
القيمة الغذائية للفستق
تعتبر ثمار الفستق الحلبي مصدراً هاماً للفيتامينات والعناصر المعدنية كما
أنها غذاء هام للإنسان ومميع للدم، ومفيدة في معالجة انقطاع وعسر الطمث
والأمراض النسائية. وقد ذكر ابن سينا بأنها تفتح سدد الكبد وتقوي الذاكرة
والذكاء وتشفي من السعال المزمن وتزيل قروح الفم. وهي غنية أيضاً
بالفيتامينات مثل b1,b2,a وكذلك بالعناصر الغذائية الأخرى وخاصة الكالسيوم
والحديد والمغنزيوم مما يجعلها ذات قيمة غذائية عالية.
الأهمية الاقتصادية
وتبدو الأهمية الاقتصادية لزراعة الفستق الحلبي في العالم من تقارير منظمة
الأغذية والزراعة العالمية fao خلال الأعوام 1969- 1999 بأن الإنتاج
الثمري ازداد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ. فقد كان إنتاج العالم في
نهاية الستينات من القرن الماضي حوالي 32 ألف طن، وارتفع في بداية
التسعينات إلى مايعادل ثمانية أمثاله ،أي أكثر من ربع مليون طن، وبلغ في
نهاية القرن العشرين مايقرب من نصف مليون طن.
وعموماً تتميز إيران بأكبر إنتاج ثمري لهذا النوع من الأشجار المثمرة حيث
وصل أعلى إنتاج لها حوالي 314 ألف طن عام 1998، يلي ذلك الولايات المتحدة
الأمريكية usa بمعدل حوالي 85 ألف طن في العام نفسه ، ثم تركيا بأقصى
إنتاج لها 70 ألف طن عام 1997، وسورية في المرتبة الرابعة بأعلى إنتاج
يقرب من 35.5 ألف طن عام 1998، وكذلك الصين في المرتبة الخامسة بإنتاج 30
ألف طن في نهاية القرن العشرين.
وتدل الإحصائيات السورية بأن زراعة الفستق الحلبي في سورية آخذة بالتحسن
خلال السنين الأخيرة. وتتركز زراعة شجرة الفستق الحلبي في المحافظات
الثلاث حلب – حماه – ادلب .
فوائد الفستق الحلبي
يستعمل الفستق الحلبي في عدد من الأطعمة، وهو عنصر أساسي في (آلة الخزانة)
أي في جهاز ليلة العرس للعروسين. وقد تغنّى الرحالة دي لاسال الذي كان
يزور حلب بالفستق في كروم حلب. ومن المعلوم أن صوت تفتح الفستق يُسمع مع
السحر، وبخاصة في الليالي المقمرة، وكأن فتحته ثغر جميل، ويسميه الحلبيون
(حبّ الفهم).
تحدّث عنه الأطباء العرب قديماً فقالوا:
ابن سينا : طبعه أشد حرارة من الجوز. يفتح سدد الكبد لمرارته وعطريته،
وفيه عفوصة وغذاؤه يسير جداً وهو جيد للمعدة،وهو يفتح منافذ الهواء، ودهنه
ينفع من وجع الكبد الحادث من الرطوبة والغلظ.
ابن البيطار: الفستق ثمرة طيبة تنقّي الكبد وتنفع من علل الصدر والرئة
والذي ينال البدن منه من الغذاء يسير جداً. وهو أشبه أن يكون مفرّحاً
مقوياً للقلب. ومن خاصته تطييب النكهة، ويمنع أبخرة المعدة التي ترقى إلى
أعلى، ويزيل المغص.
ابن جزْلة : جيد للمعدة ويزيد في الباءة، وينفع من السعال البلغمي، ولبه
يزيل الخفقان، ويولد الدم الجيد ويخصب البدن ويزيد في العقل والحفظ
والذكاء، ويصلح الصدر.
الفستق في الأدب
تغنى الشعراء بالفستق الحلبي وارتبط في مخيلاتهم بالليالي العامرة ، وللشاعر عادل الغضبان قصيدة جميلة في مدح الفستق ، نذكر منها :
والفستق الحيران أطبق جفنه *** غيظاً ولاح بوجنة صفراء
يرنو إلى الصيف الجميل لأنه *** يختال فيه بحلّة حمراء
فكأنه وذكاء تلقي نورها *** حباتِ مرجان بكف ذكاء
ياحسنه متدلياً ، يالحنه *** متشققاً في الليلة القمرا ء