الأهمية الإقتصادية
الزيتون من نباتات الفاكهة التي تتحمل ظروف بالمناطق القاحلة والأراضي
الفقيرة ويمكن لشجرته أن تثمر بأقل كمية من الرطوبة والغذاء غير أن
محصولها يكون في هذه الحالة قليلا . أما إذا اعتنى بها فإنها تعطي محصولا
عاليا . ولثمار الزيتون قيمة غذائية كبيرة لارتفاع محتواها من الزيت أساسا
بدلا من الدهون الحيوانية في غذاء الإنسان بالإضافة إلى ما يوجد بها من
كربوهيدرات وبروتين وفيتامينات . وتستمد زراعة الزيتون أهميتها الاقتصادية
من استخدام ثماره في استخراج الزيت بالإضافة إلى استهلاك جزء من الثمار
الخضراء مكتملة النمو في التخليل والثمار الناضجة في التتبيل كمشهيات هامة
في تغذية الإنسان ويستعمل خشب الزيتون في بعض الأغراض الصناعية أما أوراق
الزيتون فلها أهمية كبيرة ولبقايا عصر الثمار ( الكسب ) استخدامات مختلفة
ولها قيمة كوقود . وقد انتشرت زراعة الزيتون في السنوات الأخيرة في مناطق
الاستصلاح الحديثة في محافظات الوادي والفيوم وفي شمال سيناء ومحافظات
مطروح والوادي الجديد وكذلك الواحات البحرية ووادي النطرون . وأصبح
الإنتاج المحلي من ثمار الزيتون المخللة يكفي الإستهلاك بل بدء في تصدير
جزء منه بعد أن كنا نستورد كميات كبيرة من الثمار المخللة من الخارج . وقد
بدأت صناعة زيت الزيتون في الإزدهار لكن الاستهلاك لهذا الزيت في مصر قليل
لارتفاع ثمنه وعدم إقبال المصريين على استهلاكه بعكس شعوب المتوسط الأخرى
التي تعتبر زيت الزيتون من أفخر أنواع الزيوت ويحتاج الأمر إلى الإرشاد
الغذائي وإلى دخوله مجال التصدير للخارج .
الوصف النباتى
الزيتون أشجار مثمرة مستديمة الخضرة من ذوات الفلقتين تعمر طويلا وهناك
أشجار تجاوز عمرها الألف عام . وشتلات الزيتون بطيئة النمو في السنوات
الأولى من زراعتها لكنها تصل بتقدم العمر إلى أشجار كبيرة يتراوح ارتفاعها
بين 7 – 12 مترا .
المجموع الجذري :
يكون المجموع الجذري في النباتات البذرية والأصول وتدى متعمق وذلك خلال
السنوات الأولى ثم يصبح مع تقدم العمر مكونا من جذور عرضية يغلب عليها
الانتشار الأفقي وتشبه بذلك المجموع الجذري للنباتات الناتجة خضريا بالعقل
والسرطانات أو الخلف .
المجموع الهوائي :
لشجرة الزيتون جذع قائم وقمة كثيفة الأفرع وخشب الزيتون صلب متجانس مرتفع
الكثافة عطر الرائحة لونه أخضر مصفر وله قيمة اقتصادية ولساق الزيتون قلف
خشن بالجذع والأفرع المسنة وأملس بالأفرع الحديثة وتتكون بجذوع أشجار
الزيتون أورام تعرف بالبويضات وتكثر قرب قاعدة الساق ومنطقة التاج أسفل
التربة وتتكون بها جذور وبراعم وتستخدم في الإكثار ولشجرة الزيتون – قمة
كثيفة ذات أفرع قائمة عديمة الأشواك في الأصناف المنزرعة . أما النباتات
الرية من الزيتون من الزيتون فذات أغصان مضلعة تحمل أشواكا حادة وأوراق
عريضة وعموما فأوراق الزيتون البرية من الزيتون فذات أغصان مضلعة تحمل
أشواكا حادة وأوراق عريضة وعموما فأوراق الزيتون بسيطة عديمة الأذنات
جلدية رمحية ضيقة كاملة الحافة سطحها العلوي أخضر داكن والسفلي ذو لون
أبيض فضي تحمل الأوراق في وضع متقابل وتتصالب أزواج الأوراق على امتداد
الفرع وتعمر الأوراق لأكثر من عام في المتوسط قبل سقوطها .
البراعم الزهرية :
مختلطة طرفية أو جانبية على أفرع عمر سنة ويخرج من البرعم المختلط في
الربيع غصن تتفتح في آباط أوراقه نورات زهرية عنقودية قصيرة العنق ولا
يتجاوز طول النورة طول الورقة المتأبطة لها والأزهار عطره الرائحة يتراوح
عددها في العنقود بين 8 - 25 زهرة بعضها خنثي كاملة وبعضها مذكر ويختلف
عدد الأزهار الخنثي بالنورة بين الأصناف وتبعا لعوامل البيئة . والأزهار
حشرية التلقيح الثمرة حسلة طرية شكلها كروي أو بيضي أو مطاول طولها عند
اكتمال النمو بين 1- 3.5 سم يحتوي لب الثمرة على غدد زيتية وبعد اكتمال
النمو تبدأ الثمار في النضج ويتحول لونها تدريجيا من اللون الأخضر المصفر
حتى يصبح أسود لامع ومع إسوداد الثمار تصل نسبة الزيت بها إلى أقصاها .
وكثمرة حسلة تتخشب الطبقة الداخلية من جدار الثمرة أثناء تكوينها مكونة
لنواة صلبة تحتوي بداخلها البذرة . وقد تكون النواة ملساء السطح ذات درجات
متفاوتة من الخشونة تبعا لاختلاف الأصناف .
الأرض المناسبة
يجب أن تجهز الأراضي التي سوف تزرع زيتونا وتكون غالبا أرضا بكرا لم يسبق
زراعتها بإخلائها من النباتات الطبيعية وحرثها عدة مرات لتنقية وتخليص
التربة من بقايا هذه النباتات . إعداد الأرض للزراعة : تسوى التربة إذا
كانت ستروى بالغمر كما يحدث في مناطق الواحات . أما في الأراضي حديثة
الاستصلاح والتي تروى بالتنقيط فيحدد مكان الجور على مسافة 10 × 10م إذا
كانت المزرعة من النوع المتسع أو الخفيف و 5 × 5م أو 5 × 10م إذا كانت
المزارع التي ستنشأ من النوع المتوسط الكثافة . وتجرب في بعض مناطق العالم
الآن زراعة الزيتون زراعة كثيفة تقل المسافة إلى 3 × 6 وتربي الأشجار
بالطريقة السياجية وتحفر الجور باستعمال أجهزة الحفر لعمق مناسب وتجهز
بوضع أسمدة في قاعها وطبقة من الرمل كما سبق دراسته في الأساسيات ثم تغرس
الشتلات وأفضل موسم لغرس الشتلات هو الفترة من نوفمبر حتى فبراير إلا أنه
من المتبع الآن في مصر غرس شتلات الزيتون في أي شهر من أشهر السنة ما عدا
الأشهر الشديدة الحرارة أو البرودة .
المناخ المناسب
تنجح زراعة الزيتون تجاريا في المنطقة المعتدلة الدافئة . ويناسبه مناخ
البحر المتوسط ( حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء ) ويتراوح المتوسط السنوي
لدرجة الحرارة في مناطق زراعة الزيتون بين 15، 20 م وقد ترتفع درجة
الحرارة القصوى إلى 40 م في بعض المناطق دون حدوث ضرر للأشجار إما درجة
الحرارة الصغرى فلا يجب أن تقل عن – 7 م .
تحتاج شجرة الزيتون إلى كمية مناسبة من البرودة الشتوية تختلف حسب الأصناف
وذلك للحاجة إليها في تكوين الأزهار ويجب أن يكون واضحا أن شجرة الزيتون
ليست بالأشجار متساقطة الأوراق وان احتياجاتها للبرودة ليس لكسر دور
السكون الشتوي ( دور الراحة ) ولكن احتياج البرودة يكون لتنشيط عملية
تكوين الأزهار داخل البراعم . وتتميز معظم مناطق زراعة الزيتون بعدم
انتظام الأمطار بها والتي غالبا ما تسقط شتاءا وتؤثر زيادة الرطوبة الجوية
تاثيرا سيئا على الأشجار حيث تشجع على نمو الفطريات ويفضل أن تبعد مزارعة
مسافة لا تقل عن كيلو متر من شواطئ البحار . وتعتبر شجرة الزيتون من
الأشجار ذات الاحتياجات الضوئية المرتفعة ولذلك يجب تجنب زراعة أشجار
الزيتون تحت ظلال أشجار أخرى .
الإحتياجات المائية و الرى
الاحتياجات المائية لشجرة الزيتون قليلة نسبيا بالمقارنة بأنواع الفاكهة
الأخرى وبوجه عام فإن أصناف الزيتون التي تسخدم في التخليل تحتاج بين 8000
– 16000 متر مكعب سنويا في حين أن أصناف الزيت تحتاج لكميات مياه أقل
ويزداد احتياج شجرة الزيتون للماء بدرجة واضحة خلال الفترة التي تبدأ قبل
الأزهار وتمتد إلى أن يتم العقد وتتجاوز الثمار مرحلة النمو النشط . وهذه
الفترة في المناطق الشمالية حيث موسم الأمطار الشتوية وقد لوحظ أن في
السنوات التي تقل فيها هذه الأمطار يؤثر الجفاف على تكوين مبايض الأزهار
مما يؤدي إلى قلة المحصول بعد ذلك . أما الفترة الثانية التي يزيد فيها
احتياج الأشجار للماء توافق مرحلة تصلب النواة ( الغلاف المحيط بالبذرة )
ويحدث ذلك في شهر أغسطس أي في أشد الشهور جفافا . وبصفة عامة تعتمد زراعة
الزيتون في مصر على الري ما عدا المنطقة المحيطة برفح حيث يزرع بعليا
معتمدا على الأمطار والتي لا تزيد في أكثر الحالات عن 300 مللي متر في
السنة . أما في المناطق الأخرى فيروى ريا صناعيا وتعتمد الطرق القديمة لري
مزارع الزيتون سواء في وادي العريش أو الواحات على الري عالية وتحدد
الكميات من الماء التي تعطي للأشجار للاحتياج الفعلي واستخدام أجهزة قياس
الرطوبة في التربة مع الأخذ في الاعتبار الفترات التي تحتاج فيها الأشجار
للماء بمعدل مرتفع وكقاعدة أساسية يلزم لتحقيق إنتاج اقتصادي توفير مياه
التربة القابلة للامتصاص بالقدر الكافي لعدم معاناة الأشجار للعطش أي ما
بين السعة الحقلية ونقطة الذبول خلال شهر يناير حيث تتكون الأزهار داخل
البراعم وكذلك في فترة التفتح والتزهير والعقد وأثناء نمو الثمار وخلال
أشهر الصيف حيث يكون معدل الاحتياجات ونشاط النتح والتبخر مرتفعا ولا ينصح
بري الأشجار عادة أثناء فترة التزهير ومن ناحية أخرى تختلف المقننات
المائية اللازمة لري أشجار الزيتون تبعا لنظام الري فتقدر الاحتياجات
بحوالي 1500 إلى 2000 متر مكعب للفدان في السنة وتتحمل أشجار الزيتون
ملوحة مياه الري حتى 2000 جزء في المليون ويتأثر نمو الأشجار ومحصولها
بارتفاع تركيز الأملاح عن هذا الحد وينصح بالري أثناء سقوط الأمطار وذلك
بمعدل يمنع تركز الأملاح بمنطقة انتشار الجذور ويسمح باستكمال غسيلها أسفل
مجال المجموع الجذري ويجب ألا تزيد نسبة البورون في مياه الري عن 2 جزء في
المليون .