مقدمة
يعتبر محصول الذرة الرفيعة رابع المحاصيل الغذائية أهمية من حيث المساحة
والقيمة من بعد الذرة الشامية والقمح والأرز في مصر ، وتعتبر حبوب السورجم
المنزرع من أجل الحبوب الغذاء الرئيسي لسكان الكثير من المناطق بافرييا
وبعض المناطق بالهند وباكستان والصين ، كما يزرع بآسيا الصغرى وتركستان
وكوريا واليابان واستراليا وجنوب اوروبا ووسط وجنوب أمريكا .
الإستخدامات
تستخدم حبوب سورجم الحبوب في تغذية الانسان والحيوان والدواجن ، وفي مصر
يحل محصول الذرة الرفيعة محل الذرة الشامية في صناعة الخبز بالمناطق
الريفية بمصر العليا والوسطى
يستخدم الدقي في صناعة التخمرات والبيرة
يستخدم كعلف أخضر للماشية وينبغي مراعاة عدم تغذية الحيوانات على نباتات
يقل عمرها عن 55 يوما من الزراعة خوفا من تسمم الحيوانات لاحتواء المجموع
الخضري على جلوكسيد دورين والذي يتحلل في جسم الحيوانات إلى حامض
ايدروسيانك السام
الاستخدامات الصناعية : تتعدد المركبات الكيميائية التي يمكن الحصول عليها
من حبوب سورجم الحبوب ومنها الدكسترين ويستخلص من النشا الشمعية في معالجة
الخيوط أثناء النسيج ، وتستخدم النشا في صناعة الجيلي لبعض الأطعمة وكمادة
لاصقة في الصناعة ، ويمكن الحصول على زيت من حبوب السورجم ويستخدم هذا
الزيت مثل زيت الذرة الشامية في الطهي والسلطة .
تستعمل السوق الجافة في عمل الأسيجة وبناء أسقف المنازل الريفية كما تستخدم كوقود
الحصاد
عند نضج المحصول تقطع النباتات بالمناقر أو المناجل قريبا من سطح الأرض ثم
تقطع القناديل ( النورات ) بشرشرة حادة ثم تنشر القناديل حتى يتم جفافها
ويستلزم ذلك فترة تمتد من 10 – 12 يوم . تدرس القناديل بعد الجفاف
بالنوارج أو بآلة الدراس والتذرية مع مراعاة استعمال الدرفيل المناسب وقد
يلجأ الزارع إلى رص النورات رأسيا وتفرط هذه النورات بمرور المواشي عليها
وينصح بعدم اتباع هذه الطريقة . تذرى النورات بعد دراسها بآلة التذرية
البلدية أو المذرى .
التسميد
ازدادت كمية محصول حبوب الذرة الرفيعة بالإضافة النيتروجين حتى 60 – 90
كجم للفدان وازداد محصول القش حتى 90 كجم من النيتروجين للفدان ، وترجع
الزيادة في كمية محصول الحبوب إلى زيادة وزن الألف حبة ، وبلغ طول وقطر
النورة أكبر حد له بلإضافة النيتروجين بمعدل 90 كجم للفدان . وينصح بإضافة
السماد البلدي للذرة الرفيعة بمعدل 20 – 30 متر مكعب للفدان تنثر على
الأرض قبل الزراعة وتقلب بالأرض أثناء الحرث ، ويضاف نترات الكالسيوم
الأمونيومي ( 26 % نيتروجين ) بمعدل 90 كجم من النيتروجين للفدان قبل
الرية الثالثة ، ورغما عن استنفاذ محصول الذرة الرفيعة لقدر كبير من
الفوسفور بالفدان ، الا ان استجابة النبات للسماد الفوسفاتي قليلة ، ويرجع
ذلك إلى ارتفاع مستوى الفوسفور بالأرض في مناطق زراعة الذرة الرفيعة .
الرى
ينبغي مراعاة توافر الماء بالأرض أثناء حياة النبات ولاسيما في الفترات
الحرجة لاحتياج المحصول للماء ، وهي عند الزراعة والانبات وتكوين البادرات
، تكوين أصول الأزهار والإزهار ، ويعطي النبات أعلى انتاج إذا لم يتعرض
للاجهاد الرطوبي في الفترات المختلفة من حياته . يبلغ الاحتياج المائي
للذرة الرفيعة 2500 ، 3150 ، 4500 متر مكعب للفدان في الزراعة الصيفي في
الوجه البحري ومصر الوسطى ومصر العليا على الترتيب ، وينخفض المقنن المائي
في الزراعة النيلي إلى 2300 ، 2920 ، 4140 متر مكعب للفدان لنفس المناط
على الترتيب ، ويشير ذلك إلى تماثل مقادير المقننات المائية لمحصول الذرة
الرفيعة مع مقادير المقننات المائية للذرة الشامية في المناطق المختلفة في
مصر . ويؤدي تقصير طول فترة الري أثناء حياة النبات من 25 إلى 20 إلى 15
سم إلى 10 أيام بأسيوط إلى زيادة ارتفاع النباتات عند الحصاد ومحصول
النبات الواحد ووزن الألف حبة ومحصول الحبوب للفدان ، ولهذا ينصح بري
الذرة الرفيعة في مصر الوسطى ومصر العليا كل 10 – 12 يوما أثناء حياة
النبات في الزراعة الصيفي وإطالة فترة الري إلى 15 يوما في الزراعة النيلي
الخف
تخف النباتات على مرتين ، الأولى بعد حوالي 20 يوما من الزراعة والثانية
بعد الخفة الأولى بنحو 30 – 35 يوما على أن يترك نباتان بالجورة ، ويراعى
عدم تغذية الحيوانات على نباتات الخف لاحتواء النباتات الصغيرة على قدر
مرتفع من الدورين ، الأمر الذي يحدث تسمما للحيوانات لتكوين حامد
الأيدروسيالك نتيجة التحليل المائي للدورين في أجسام الحيوانات ، وقد
تستعمل النباتات الناتجة عن الخفة الأولى ، في ترقيع الجور الغائبة أثناء
رية المحاياة .
طرق الزراعة
يزرع نبات الذرة الرفيعة في مصر بطريقتين رئيسيتين ، وهما طريفة الزراعة الحراثي وطريقة الزراعة العفير
الزراعة الحراثي
تروى الأرض بعد حصاد المحصول السابق وعند استحراث الأرض تنثر الحبوب
السابق نقعها في الماء أو تلقط الحبوب السابق نقعها في الماء خلف المحراث
، ثم تقسم الأرض إلى أحواض بحيث تكون مساحة الحوض نحو 25 متر .
الزراعة العفير
تروى الأرض بعد حصاد المحصول الساب ثم تحرث الأرض بعد جفافها جفافا مناسبا
، تقسم الأرض إلى حواويل عند الزراعة على خطوط ، بحيث يكون التخطيط بمعدل
12 خط في القصبتين أو إلى أحواض عند الزراعة في أحواض بحيث تكون مساحة
الحوض نحو 25 متر مربع . عند الزراعة في أحواض تزرع النباتات في سطور في
أبعاد 60 سم مع وضع أربع حبوب بالجورة على أن تكون المسافات بين الجور 20
– 25 سم . وعند الزراعة في حواويل توضع أربع حبوب بالجورة على الريشة
الشرقية من الخط على أن تتراوح المسافات بين الجور 20 – 25 سم ، ثم تغطى
الحبوب بعد وضعها وتروى الأرض .
الدورة
الذرة الرفيعة محصول صيفي لهذا يسبقه كما يليه في الدورة الزراعية محاصيل
شتوية ، ويجود نمو نباتات الذرة الرفيعة وتزداد كمية المحصول بزراعة الذرة
الرفيعة عقب المحاصيل البقولية بالمقارنة مع المحاصيل الأخرى غير البقولية
. ولا تجود المحاصيل عقب الذرة الرفيعة إذ يتميز نبات الذرة الرفيعة
بارتفاع نسبة الكربون إلى النيتروجين ببقايا النباتات مما يؤدي إلى نشاط
البكتريا فيتحول النيتروجين المعدني بالأرض إلى نيتروجين مكروبي ويصبح
النيتروجين في صورة غير صالحة للامتصاص بواسطة النبات حتى تموت البكتريا
وتتحلل المواد البروتينية وتتكون الصورة المعدنية للنيتروجين ويمكن التغلب
على التأثير السيئ هذا إما بزراعة نباتات بقولية ملقحة بالعقد البكتيرية
الخاصة بالمحصول أو بزيادة كميات الأسمدة النيتروجينية المضافة إلى
المحاصيل غير البقولية اللاحقة بالذرة الرفيعة .
ميعاد الزراعة
تمتد زراعة الذرة الرفيعة في مصر من ابريل حتى آخر اغسطس وتقسم مواعيد الزراعة عرفيا إلى عروتين
عروة صيفية وتزرع النباتات فيها في شهري ابريل ومايو .
عروة نيلية وتزرع في الاسبوع الأخير من يوليو حتى آخر أغسطس .
وتؤدي الزراعة المبكرة عن الأراضي المجاورة إلى فتك الطيور بالحبوب ،
ويؤدي التأخر في ميعاد الزراعة إلى قصر الفترة الخضرية من حياة النبات ،
وضعف نمو النباتات ونقص كمية المحصول ، كما يؤدي التأخير في الزراعة في
العروة النيلية إلى تأخير ميعاد زراعة المحاصيل الشتوية اللاحقة
الأرض
ينمو السورجم في معظم أنواع الأراضي تقريبا في رقم حموضة يتراوح بين 5.5 –
8.5 ويتميز السورجم بتحمله للجفاف والحرارة المرتفعة وملوحة الأرض
وقلويتها ويرجع تميز نباتات السورجم في تحملها للجفاف إلى بعض الخصائص
التركيبية والفسيولوجية للنبات .
المنشأ
من المرجح أن يكون الموطن الأصلي للسورجم هو وسط افريقيا بمنطقة جنوب
الصحراء الكبرى حيث توجد أنواع برية متعددة ، ويرى البعض أن السورجم قد تم
استئناسه بالحبشة منذ نحو 5000 عام أو أكثر ، ويذهب آخرون إلى أن السورجم
قد انحدر من حشيش الفرس وهو نبات معمر ينمو على جوانب الترع والمصارف في
مصر إلا أن العديد من الباحثين يخالفون ذلك لعدم نجاح التهجين بين هذين
النباتين ، والذرة الرفيعة البلدية أحد المحاصيل التابعة للسورجم وقد
ادخلت الذرة الرفيعة إلى مصر من وسط افرييا منذ عهد بعيد إذ توجد النباتات
على الآثار المصرية القديمة التي يرجع تاريخها إلى عام 2200 قبل الميلاد