حرق بقايا المحاصيل الزراعية وأثرها على التربة والبيئة
يعمد الفلاحون إلى حرق بقايا المحاصيل بهدف التخلص منها، إلا أن هذه
الظاهرة تشكل ضرراً كبيراً على التربة والبيئة وتسبب أمراض للإنسان .
بقايا المحاصيل الزراعية وأثرها التربة
ويرى الإرشاد الزراعي أنه يمكن الاستفادة من بقايا محاصيل الحبوب ( التبن )
وتحويله إلى مادة تحمل قيمة غذائية موازية للشعير وذلك بمعاملة الأتبان باليوريا وهي لا تزال في الأرض
فيصبح مصدر للبروتينات بالوقت الذي كان مادة مالئة لا يحتوي على أي مادة غذائية.
و أن "أسعار التبن المنخفضة جلعت المزارعين يحرقون بقايا المحاصيل بدلاً من جمعها ".
ويقدر الإرشاد الزراعي "نسبة المزارعين الذين يعمدون إلى حرق بقايا المحاصيل في محافظة الرقة بـ 38% من عدد المزارعبين ".
وتتمثل الأضرار الناجمة عن عملية الحرق بقتل الكائنات الحية المفيدة للتربة وتغيير تركيب التربية
( تتحول من تربة خصبة إلى تربة ذات طابع رملي)، وكذلك تدمير المواد العضوية الموجودة في التربة،
وكذلك إلحاق الأضرار في البيئة وإخلال التوازن في السلسلة الغذائية
والتتسبب في وصول النيران إلى المحاصيل الزراعية المجاورة وتعرضها لخطر
الحريق.
وتفسر آلية الضرر "عندما تقلب البقايا في التربة وكون هذه البقايا عبارة عن مواد عضوية تحتوي على الكربون
فهذا سيؤدي إلى زيادة نسبة الكربون على نسبة الآزوت وسينخفض نشاط الكائنات الحية الموجودة في التربة المحللة للمواد العضوية".
ولإعادة توازن هاتين المادتين ( الكربون والآزوت ) ينصح بإضافة أسمدة آزوتية بصورة نترات لموازنة المعادلة
وبالتالي سيعود نشاط الكائنات الحية المحللة ومن ثم تصبح هذه البقايا مواد عضوية مفيدة للمحصول القادم.
، ونضيف "أحسن طريقة هي قلب البقايا لأن ذلك سيحقق فائدتين للتربة، القضاء على جذور الأعشاب الضارة
بتعريضها لأشعة الشمس وتحويل البقايا إلى مادة عضوية بعد قلب التربة بحوالي أسبوعين.
وترى مديرية البيئة بالرقة تأثير الحرق على البيئة "إن عملية الحرق تنتج عنها مادة غاز ثاني أوكسيد الكربون
التي تشكل غلافاً على شكل سحابة من الدخان الكثيف والتي تؤدي إلى ظاهرة
الاحتباس الحراري وانتشار أمراض كثيرة منها أمراض الربو التحسسي وأمراض
الحساسية".
ويلجأ المزارعون إلى هذه الأمر لعدم توافر الآلات التي تقوم بحصد بقايا المحاصيل الزراعية ( حصادات تبن)
بقايا المحاصيل الزراعية وأثرها التربة
ورغبة المزارعين بتحضير التربة بسرعة ليتمكن من الإسراع بزراعة المحصول التالي من مبدأ التكثيف الزراعي،
وكذلك شعور المزارع بأن وجود بقايا محاصيل بحقله سيعيق تنفيذ العمليات الزراعية من ( ري- تخطيط التربة- تجهيز مرقد مناسب للبذرة ).