مقدمة
بدأت زراعة الكمثرى فى مصر منذ عهد محمد على الذى قام بزراعتها بحدائقه
بشبرا ثم انتشرت زراعتها عقب الحرب العالمية الثانية بعد أن قام قسم
البساتين بوزارة الزراعة باستيراد بعض الأصناف وزراعتها فى مصر.
وساعد على انتشار زراعة الكمثرى وزيادة مساحتها عام بعد آخر ارتفاع عائدها
الاقتصادى ونجاح زراعتها فى الأراضى ذات مستوى الماء الأرضى المرتفع نسبيا
والتى لا تنجح بها الكثير من أشجار الفاكهة الأخرى .فكانت المساحة فى عام
1960 حوالى 2490فدان كانت تمثل 40%من مساحة الفاكهة المتساقطة الأوراق.
وصلت إلى 3571 فدان عام 1970 ثم إلى 10436 فدان فى عام 1980 والتى تمثل
حوالى 36.1% من مساحة الفاكهة متساقطة الأوراق.ثم وصلت إلى 18286 فدان فى
عام 1988.ثم بدأت فى الانخفاض التدريجى بعد ذلك إلى أن وصلت إلى 15.4 ألف
فدان فى عام 1994 والتى تمثل 8.4% من مساحة الفاكهة المتساقطة الأوراق ثم
وصلت فى عام 2000 إلى حوالى 8.5ألف فدان والتى تقدر بحوالى 5% من مساحة
الفاكهة المتساقطة الأوراق.
ومع الانخفاض فى المساحة انخفض ايضا الإنتاج الذى كان يتراوح ما بين خمسة
إلى ستة أطنان للفدان فى عام 1982 ثم أخذ يتذبذب حتى وصل إلى متوسط 2.6طن
للفدان فى عام 1984 ثم وصل إلى 4.3طن فى عام .1998
ويرجع انخفاض المساحات وتذبذب وتدهور إنتاجية مزارع الكمثرى منذ عام1982
إلى ظهور مشكلة اللفحة النارية الذى سجل لأول مرة فى مصر عام 1962 على
أشجار الكمثرى بمنطقة معمل القزاز بمحافظة البحيرة .ومنذ ربيع 1982 والمرض
ينتشر بصورة وبائية حتى شمل أغلب محافظات الدلتا وبعض مناطق غرب
النوبارية.
وتزداد شدة خطورة المرض من سنة إلى أخرى تبعا للظروف الجوية مما أدى إلى
القضاء على معظم زراعات الكمثرى فى محافظات الدلتا نتيجة إقدام أغلب
المزارعين على اقتلاع الأشجار والبحث عن محصول آخر.
ولقد ظهر هذا واضحا فى محافظة البحيرة التى تتركز بها أكثر مساحات الكمثرى المنزرعة فى مصر.
الاحتياجات المناخية لزراعة الكمثرى
تعتبر الظروف المناخية من أهم العوامل المؤثرة والمحددة لنجاح زراعة
الكمثرى فنجد أن قلة البرودة شتاءا من أهم العوامل التى حالت دون نجاح
زراعة الكمثرى الأوروبية تجاريا فى مصر حيث أن تلك الأصناف تحتاج إلى
حوالى900-1000ساعة برودة لكسر طور السكون بها ولا يتعدى عدد وحدات البرودة
فى مصر 300-350 ساعة أقل من 7.2 وهى لا تلائم إلا بعض الأصناف المحلية
نسبيا مثا الليكونت والهود والجاربر والكيفر والباين أبل.
ويعتبر صنف الكمثرى الليكونت هو الصنف الوحيد المنزرع على نطاق تجارى فى
مصر ويحتاج إلى حوالى 600-700ساعة برودة لكسر طور السكون لذلك فإنه يحتاج
إلى تعويض احتياجات البرودة اللازمة لكسر سكون البراعم بالرش بأحد المواد
الكاسرة للسكون فى فصل الشتاء خلال الأسبوع الاخير من شهر يناير والأول من
شهر فبراير حسب المناطق وبرودة الشتاء حتى يمكن تبكير الأزهار وتنظيم
عملية تفتح الأزهار وتقصير فترة التزهير التى تمتد طبيعيا من منتصف مارس
إلى نهاية شهر أبريل.
كما أن الأشجار أثناء فترة التزهير والعقد تتأثر بدرجة كبيرة بالظروف
المناخية حيث ارتفاع درجات الحرارة أو هبوب الرياح المحملة بالأتربة أو
سقوط الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة تؤدى إلى انتشار الأمراض التى أهمها
لفحة الأزهار واللفحة النارية مما يؤثر على نسبة العقد والمحصول.
الأصناف
يعتبر صنف الليكونت هو الصنف التجارى الرئيسى المنزرع فى مصر وهو هجين بين
الكمثرى الأوروبية والأسيوية .ولقد أدخل فى مصر فى عام1913كما ادخلت بعض
الأصناف الأخرى لتجربتها مثل الفلوريدا هوم وبعض الأصناف الأسيوية ذات
الاحتياجات المنخفضة نسبيا من البرودة مثل القرن العشرين واليالى
والتيزولى والسينشياكى إلا أنها لم تنجح تجاريا.
وتنقسم أنواع الكمثرى إلى مجموعتين
1- الأنواع الأوروبية أو الفرنسية Pyrus communis
وأهمها أصناف البارتلت والهارى والانجو والبوسك والكوميس والونترتيلز والفليمش بيوتى وماكسين وسيكل.
2- الأنواع الأسيوية
وأهمها الكمثرى اليابانية وبتهجين هذا النوع مع الكمثرى الأوروبية نتج عدة هجن منها الليكونت والكيفر والباين أبل.
وتنتشر زراعة هذه الأصناف فى مصر لقلة احتياجاتها من البرودة مقارنة
بالكمثرى الأوروبية التى تحتاج إلى 900 -1000 ساعة برودة أقل من 7.2درجة
مئوية .
أصل الكيمونس Pyrus communis :
يعتبر أصل الكيمونس من أحسن الأصول المستخدمة فى إكثار أصناف الكمثرى حيث
أنه يمتاز بقوة المجموع الجذرى ويمكن أن ينمو جيدا فى معظم أنواع التربة
وهو أقل حساسية لظاهرة الاصفرار الفسيولوجى المتسبب عن زيادة نسبة الجير
بالتربة كما يوجد توافق تام بينه بين كل أصناف الكمثرى الأوروبية التجارية
وهو حساس لمرض العفن التاجى Crown Rot وخصوصا الأشجار الصغيرة إذا ما زرعت
فى الأراضى الغدقة أو ذات الرطوبة الزائدة كما أن نمو الطعم على الأصل قوى
ومنتظم ومعمر ولكنه حساس لموض لفحة الأزهار الذى تسببه بكتيريا
Pseudomonas syringae وكذلك مرض اللفحة النارية الذى تسببه بكتيريا
Erwinia amylovora .
أصل الكمثرى الكلاريانا Pyrus callaryana:
يستخدم هذا الاصل لتطعيم أصناف الكمثرى عليه خصوصا فى البلاد ذات الشتاء
الدافئ فى المناطق شبه الحارة .ولم ينتشر فى البلاد ذات الشتاء البارد
لعدم مقاومته للبرودة العالية. والمجموع الجذرى لشتلات هذا الأصل ضعيف
قليل التفريع والشعيرات الجذرية قليلة مما يجعل هذا الأصل شديد الحساسية
لارتفاع الجير بالتربة وبالتالى لظاهرة الاصفرار الفسيولوجى لذلك فإن
شتلات الكمثرى الليكونت المطعومة على هذا الاصل تعانى من الاصفرار
الفسيولوجى.
ويوافق هذا الاصل معظم أنواع التربة حيث يتحمل درجات مختلفة ومتباينة من الرطوبة كما يتحمل ظروف الجفاف بدرجة عالية نوعا.
ويلاحظ وجود عدم توافق بين هذا الاصل وعدد كبير من أصناف الكمثرى
الأوروبية بينما يكون التوافق تاما بينه وبين الأصناف الهجن مثل الكمثرى
ليكونت وكيفر وجاربر وهود حيث أنها تحتوى بعض صفات الكمثرى الأسيوية.
أصل الكمثرى اليابانية Pyrus Serotina :
هذا الأصل من الأصول القوية النمو فى بدء حياتها ثم يتدهور سريعا مع تقدم
الأشجار فى العمر .وتتحمل شتلاته جفاف التربة حيث يتأثر كثيرا بزيادة
الرطوبة كما يتأثر بالتربة القلوية نتيجة لارتفاع الجير بها لذلك فهو حساس
لظاهرة الاصفرار وهناك توافق بينه وبين معظم أصناف الكمثرى وهو غير معروف
تجاريا فى مصر.
أصل السفرجل Sydonia Ablonga:
يعتبر من الأصول التى تقاوم زيادة الرطوبة فى التربة وهو حساس لارتفاع
نسبة الجير فى التربة فتعانى الأصناف التى تطعم عليه من نقص الحديد وتظهر
عليها ظاهرة الاصفرار الفسيولوجى .ولا يوجد توافق بينه وبين معظم أصناف
الكمثرى التجارية الهامة كما أنه أصل مقصر حيث أن المجموع الجذرى غير عميق
بالإضافة إلى أنه يصاب باللفحة النارية.
وترجع ظاهرة عدم التوافق إلى وجود عدم موافقة كيمائية تتم عن طريق انتقال
مادة كيماوية من البراعم إلى الاصل ويحدث تفاعل كيماوى وينتج عنه مادة
تعمل على اضمحلال منطقة الالتحام بين الأصل والطعم وهذه المادة لا تتكون
الا فى المناطق الحارة لذلك لا يفضل زراعة الكمثرى فى المناطق الحارة على
أصل السفرجل وعلى العكس يمكن زراعة الكمثرى على أصل السفرجل فى المناطق
الباردة.
أصل البتشليفوليا Pyrus betulaefolia :
يعتبر أصل البتشليفوليا من الأصول الواعدة فى إنتاج الكمثرى حيث يعتبر من
الأصول المقاومة لمرض اللفحة النارية ومرض تدهور أشجار الكمثرى وكذلك من
الجذور .وهو من الأصول القوية النمو ذو مجموع جذرى قوى ينمو فى مدى واسع
من الأراضى وغير حساس لمرض الاصفرار الفسيولوجى الناتج عن زيادة نسبة
الجير فى الأراضى ويتحمل زيادة مياه الرى وكذلك العطش والجفاف.
وهو قليل الاحتياجات للبرودة ومتوافق مع جميع الاصناف التى تطعم عليه
وخصوصا صنف الليكونت المنزرع بمصر ويعطى أشجار قوية النمو ذات محصول غزير
ويكون مبكرا قليلا عن محصول الأشجار المطعومة على أصل الكميونس.
Old Home X Farmingdale -OHF:
وهى من الأصول الحديثة للكمثرى ومقاومة للفحة النارية والتدهور وبينها
وبين أصناف الكمثرى توافق ولكن لم يتم عليها تجارب فى مصر للآن.
ويمكن استخدام قطع وسطية بين الاصل والطعم مثل Old Home وهو أصل منشط ولا يصاب بالتدهور السريع ولا باللفحة النارية.
الإكثار
أ- إكثار الأصول
يتم إكثار أصول الكمثرى عن طريق البذور حيث تستورد بذور أصل الكمثرى
الكميونس سنويا من الخارج ويتم إجراء عملية التنضيد أى الكمر الباردفى
الثلاجة وذلك بنقع البذرة فى محلول حامض الجبريليك بتركيز 500 جزء فى
المليون (نصف قرص فى لتر ماء) لمدة 24ساعة ثم يتم تطهير البذرة بأحد
المطهرات الفطرية مثل البنليت أو الفيتافاكس أو الريزولكس بمعدل 3جم/كيلو
بذرة ثم توضع فى بيئة رطبة مكونة من الرمل + البيت موس بنسبة 1:2 وتخلط
جيدا ثم توضع فى صناديق أو أكياس بلاستيكية مثقبة وتوضع فى الثلاجة على
درجة 5 درجة مئوية لمدة 45-60يوم.وبذلك تكون البذرة جاهزة للإنبات.
تزرع البذرة بعد إجراء عملية التنضيد لها فى خلال شهر فبراير أو مارس فى
خطوط المشتل تحت نظام الرى بالتنقيط .ويفضل أن تزرع فى أرض رملية خالية من
الأملاح لم تزرع من قبل خالية من الحشائش وكذلك فطريات التربة التى تؤدى
إلى سقوط نسبة كبيرة من البادرات فى مراحل إنباتها الاولى.
ويفضل أن يتم ريها بأحد المطهرات الفطرية السابقة خلال فترة إنباتها 3-4مرات كل 10-15يوم.
تترك الأصول بالمشتل حتى تصل إلى السمك المناسب للتطعيم ويفضل أن يتم
الانتخاب فى أرض المشتل حيث يتم إزالة الأصول الغير متجانسة فى النمو ولا
تترك الأصول المتماثلة فى النمو والشكل على مسافات 10-15سم.
ب- إكثار شتلات الكمثرى:
يتم إكثار الشتلات عن طريق التطعيم بالعين فى خلال الفترة من شهر يونيه
حتى سبتمبر أو بالقلم القمى خلال شهرى يناير وفبراير ولا يفضل التطعيم
بالقلم .ويتم التطعيم على ارتفاع 15-20سم من سطح الأرض
مواصفات شتلة الكمثرى:
أن تكون ذات مجموع جذرى قوى خالى من الإصابة بالامراض.
أن تكون منطقة التطعيم بارتفاع 15-20سم من سطح الأرض.
أن يكون الطعم بسمك لا يقل عن 0.8-1سم بطول لا يقل عن 80-100سم.
أن تكون ممثلة للصنف خالية من الامراض وأن تكون العيون من أمهات عالية المحصول غير مصابة بالأمراض.