مقدمة
المانجو من فواكه المنطقة الاستوائية وتعتبر الهند وسيلان والملايو موطنها
الأصلي حيث عرفت في هذه المناطق منذ حوالي أربعة آلاف سنة وقد غرست
المانجو في مصر لأول مرة عام 1825 م في حديقة قصر محمد علي بشبرا ( كلية
الزراعة جامعة عين شمس الآن ) ثم توالي إنشاء بساتينها وزراعاتها بعد ذلك
وأصبحت الآن من أنواع الفاكهة المنتشرة والمرموقة في مصر . والمانجو من
أهم محاصيل الفاكهة الناجحة اقتصاديا في الأراضي الرميلة والمستصلحة طالما
توفرت لها متطلباتها من التسميد والري ووسائل الحماية من الرياح وسفي
والرمال . والمحافظات الرئيسية في إنتاج المانجو هي الشرقية – الجيزة –
الإسماعيلية – البحيرة – القليوبية حيث يتركز بهذه المحافظات أكثر من 85 %
من حدائق المانجو في مصر.
المناخ المناسب
( أ ) الظروف الحرارية :
المانجو من أنواع الفاكهة الاستوائية الحساسة للصقيع . ويجب الحذر من
المخاطرة بزراعة حدائق المانجو بالمناطق التي يكثر فيها حدوث الصقيع في
أواخر الشتاء وبداية موسم النمو . وعموما تتضرر أشجار المانجو إذا ما
انخفضت درجة الحرارة إلى الصفر المئوي خلال الشتاء ( أقل من 1 – 2 م )
المانجو قبل أن تتجاوز درجة الحرارة 18 م ويتوقف النمو أثناء الصيف خلال
موجات انخفاض درجة الحرارة إلى هذه الدرجة وما دونها . وتتوفر أفضل الظروف
الحرارية لأنشطة النمو الخضري والثمري عندما تكون درجة الحرارة بين 30 –
32 م . وتتراوح درجات الحرارة القصوى التي تتحملها أشجار المانجو بين 42 م
– 48 م إذا كانت مصحوبة بجو رطب أما إذا تعرضت الأشجار لهذا الارتفاع في
درجة الحرارة مع جفاف الجو فإن النموات الحديثة والبراعم الطرفية تتعرض
للجفاف والموت ما لم تكن في حماية ظل الأوراق المتكاثفة بالحدائق التي
تتوفر بها وسائل لوقاية الأشجار من هذه الأضرار .
( ب ) الرطوبة الجوية والأمطار
يقتصر زراعة المانجو على المناطق الحارة وشبه الحارة التي ينعدم أو يندر فيها سقوط الأمطار خلال موسم التزهير وعقد الثمار .
وتتعرض زراعات المانجو في المناطق الشمالية من الوجه البحري إلى سقوط
الأمطار في بعض السنين أثناء موسم التزهير مما يعيق التلقيح ويوفر الظروف
المناسبة لإنتشار الأمراض الفطرية خاصة البياض الدقيقي ولفحة الأزهار مما
يضر بالعناقيد الزهرية بالإضافة إلى أن الإرتفاع الشديد لرطوبة الجو يؤخر
من تفتح البراعم ويجعل النمو بطيئا والأوراق رخوة باهتة . ومن ناحية أخرى
فإن الجفاف وقت ارتفاع الحرارة صيفا من العوامل الضارة بإنتاج المانجو حيث
تتلف النموات الحديثة والبراعم الطرفية بفعل الجفاف كما تتعرض الثمار
الصغيرة للتساقط إذا ما صاحب جفاف الجو وارتفاع حرارته هبوب الرياح وتعرض
الحديقة للعطش .
( ج ) الرياح
لا تتحمل المانجو التعرض المباشر للرياح الشديدة وخاصة عندما تكون محملة
بالثمار حيث تكسر الأفرع وتتساقط الثمار وقد تتعرض الأشجار للإقتلاع في
الحالات الشديدة والتي لا تتوفر لها وقاية كافية بمصدات الرياح وغيرها من
وسائل الحماية .
وتضاعف الرياح من الأثر الضار للإرتفاع أو الإنخفاض الحاد لدرجات الحرارة ورطوبة الجو ومعاناة العطش .
( د ) الضوء
يشجع التعرض المباشر لأشعة الشمس على تبكير إزهار المانجو ويلاحظ ذلك في
الشجرة الواحدة وداخل الحديقة الواحدة حيث تزهر أفرع الجهة القبلية قبل
غيرها . ويعتبر التعرض لأشعة الشمس المباشرة مفيدا ومرغوبا إلا في الحالات
والمناطق التي تشتد فيها الحرارة مع جفاف الجو وخصوصا في جنوب مصر كما
يحدث خلال أشهر يونيو ويوليو ( لطعة الشمس وتشقق القلف ) .
ويزداد الضرر مع الأشجار الصغيرة مما يستلزم توفير الحماية لها أثناء فصل الصيف بوسائل الوقاية المناسبة .
( هـ ) الارتفاع عن مستوى سطح البحر
تتأثر إنتاجية أشجار المانجو وقدرتها على تحقيق محصول اقتصادي إذا ما
تجاوز ارتفاع موقع زراعتها 600 متر فوق مستوى سطح البحر حيث تعاني في هذه
الحالات من تأخر التزهير وعدم توفر الإحتياجات الحرارية لنمو ونضج ثمارها
.
برنامج التسميد
من المعروف أن أشجار المانجو تستجيب للتسميد الأزوتي بإعطاء نموات خضرية
متزايدة لكن لا يمكن دفع الأشجار الغير مثمرة إلى الإثمار عن طريق زيادة
التسميد الأزوتي . ولقد أصبح من الضروري فهم العلاقة بين النمو الخضري
والإزهار حتى يتمكن المزارع من تنظيم برنامج التسميد لتنشيط النمو الخضري
الملائم للإثمار المنظم .
ويجب عند تحديد البرنامج التسميدي للمانجو مراعاة ظروف الحديقة من حيث
عوامل التربة – نظام الخدمة والري، عمر الأشجار ومستوى الإثمار في سنوات
الحمل الخفيف والغزير . وبصفة عامة ينصح بعدم الإفراط في مستويات التسميد
لحدائق المانجو ما لم تظهر أعراض معاناة نقص لبعض أو كل العناصر السمادية
.
ويلاحظ أن المبالغة في التسميد الأزوتي للأشجار في بداية حياتها يؤخر
بلوغها مرحلة الإثمار الاقتصادي أما الإسراف في التسميد الأزوتي للأشجار
المثمرة فيشجع النمو الخضري على حساب المحصول ويمكن الاستدلال بتقدير
مستوى الأز وت في الأوراق عمر خمسة شهور لضبط كمية التسميد الأزوتي بحيث
لا يقل مستواه في الأوراق عن 1% ولا يزيد عن 1.8% من الوزن الجاف للورقة
وتضاعف كمية الأزوت في سنوات الحمل الغزير وبصفة عامة تتزايد المقننات
السمادية السنوية من العناصر السمادية للأزوت والفوسفور والبوتاسيوم خلال
السنوات الأولى بعد الغرس حتى تستقر مع بلوغ الأشجار سن الثامنة من عمرها
بالمكان المستديم .
ويمكن الاسترشاد بالنموذجين التاليين عند رسم السياسة السمادية لحديقة
المانجو على أساس الكميات التي تضاف كتسميد أرضي للشجرة الواحدة مقدرة
بالجرام من النتروجين ( ن ) الفوسفور ( فو أ ) البوتاسيوم ( بو أ ) في
التربة الطمية الخصبة والرملية الفقيرة .
الاحتياجات السمادية لبساتين المانجو للتسميد الأرضي جرام / شجرة / سنة
( أ ) التسميد العضوي :
قد تؤدي المبالغة في التسميد العضوي لأشجار المانجو الصغيرة إلى جفاف
وسقوط الأوراق وينصح في هذه الحالة بالإمتناع عن التسميد العضوي إلى أن
تزول الأعراض . ويخلط السماد البلدي قبل إضافته بسماد السوبر فوسفات
العادي بمعدل 5 كجم سماد فوسفاتي لكل متر مكعب سماد بلدي ثم يضاف المخلوط
خلال الخريف وأوائل الشتاء ويخلط جيدا بالتربة لأكبر عمق ممكن وتبلغ
الاحتياجات السنوية لفدان المانجو 5 – 8 متر مكعب حتى السنة الرابعة
وتتدرج في الزيادة إلى 12 متر مكعب حتى السنة العاشرة ثم تكون الإضافة بعد
ذلك بمعدل 15 متر مكعب للفدان سنويا .
( ب ) التسميد المعدني :
1- التسميد الأزوتي :
تسمد الأشجار الأقل من 5 سنوات بتوزيع المقنن السنوي من الأزوت على دفعات
متساوية خلال الفترة من أواخر فبراير حتى شهر يونيو وتبدأ بستة دفعات في
السنة الأولى وتصبح في سن الخامسة ثلاث دفعات في أواخر فبراير – ابريل –
يونيو أما بعد العام الخامس فقد يعطي المقتن الأزوتي دفعة واحدة أوائل
مارس ويفضل في الأشجار المثمرة إضافة 2/3 من المقتن السنوي أثناء شهر
فبراير ثم يضاف الثلث الباقي بعد جمع المحصول وعموما يفضل استخدام سلفات
الأمونيوم كمصدر للأزوت .
2- التسميد الفوسفاتي :
يوزع المقنن السنوي على دفعتين متساويتين في يناير ويونيو للأشجار الصغيرة
خلال الشتاء . وفي أغلب الحالات لا تحتاج أشجار المانجو المثمرة إلى
التسميد الفوسفاتي سنويا ويكتفي بإضافة مرة واحدة كل 4 -5 سنوات .
3- التسميد البوتاسي :
ويوزع المقنن السنوي من البوتاسيوم بنفس نظام المقنن الأزوتي في الأعمار
المختلفة على أن تكون دفعاته متبادلة معه وبفارق ريتين بين التسميد
الأزوتي والبوتاسي .
4- الرش بمحاليل العناصر الصغرى :
تظهر معاناة نقص العناصر المغذية الصغرى في حدائق المانجو خاصة في الأراضي
الفقيرة حديثة الاستزراع حيث تلاحظ أعراض نقص الزنك والحديد والمنجنيز
بصفة أساسية باَلإضافة إلى النحاس في بعض الحالات وهناك تحضيرات جاهزة
مسجلة من مركبات هذه العناصر للتسميد الورقي يتم استخدامها طبقا للتوصيات
الخاصة بها . وفي الحالات الحادة يتم الرش ثلاث مرات في المواسم الأولى
خلال مرحلة ظهور النموات الجديدة وقبل الإزهار والثانية بعد تمام العقد
بأسبوعين والثالثة بعد الرشة الثانية بثلاثة أسابيع . وتعطي الرشة الثانية
فقط كرشة وقائية عند عدم ملاحظة أعراض ظاهرية للنقص بينما تعطي الرشتين
الثانية والثالثة في حالات النقص المتوسطة . أما في سنة الغرس فيتم
التسميد بمعدل 4- 6 رشات تبدأ بعد الغرس بستة أسابيع ويتابع الرش مرة كل
شهر بعد ذلك .