بسم
الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى
قوله تعالى : { كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيمَ (6) } التكاثر
قال الشيخ ابن
عثيمين رحمه الله فى تفسير الايات :
{كلا لو تعلمون علم
اليقين} يعني : حقًّا لو تعلمون علم اليقين لعرفتم أنكم
في ضلال ،
ولكنكم لا تعلمون علم اليقين، لأنكم غافلون لاهون في هذه الدنيا
، ولو
علمتم علم اليقين لعرفتم أنكم في ضلال وفي خطأ عظيم . ثم قال تعالى :
{لترون الجحيم . ثم لترونها عين اليقين} {لترون} هذه الجملة مستقلة ليست
جواب
«لو» ولهذا يجب على القارىء أن يقف عند قوله: {كلا لو تعلمون علم
اليقين}
ونحن نسمع كثيراً من الأئمة يَصِلون فيقولون
{كلا لو تعلمون علم
اليقين لترون الجحيم} وهذا الوصل إما غفلة منهم
ونسيان ، وإما أنهم لم
يتأملوا الآية حق التأمل ، وإلا لو تأملوها حق
التأمل لوجدوا أن الوصل يفسد
المعنى لأنه إذا قال «كلا لو تعلمون علم
اليقين لترون الجحيم» صار رؤية
الجحيم مشروطة بعلمهم ، وهذا ليس بصحيح ،
لذلك يجب التنبه والتنبيه لهذا من
سمع أحداً يقرأ «كلا لو تعلمون علم
اليقين لترون الجحيم» ينبه ويقول
له : يا أخي هذا الوصل يوهم فساد المعنى ،
فلا تصل وقف ،
أولاً : لأنها رأس آية ، والمشروع أن يقف الإنسان عند
رأس كل آية،
وثانياً : أن الوصل يفسد المعنى
«كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم»
إذاً {لترون الجحيم} جملة
مستأنفة لا صلة لها بما قبلها ، وهي جملة قسمية ،
فيها قسم مقدر
والتقدير : والله لترون الجحيم ، ولهذا يقول المعربون في
إعرابها : إن
اللام موطئة للقسم ، وجملة «ترون» هي جواب القسم، والقسم
محذوف
والتقدير «والله لترون الجحيم» و{الجحيم} اسم من أسماء النار .....