الشوكولاتة الساخنة
قبل سنة في مثل هذا اليوم ،كنتُ جالساً على طاولتي كالعادة منتظراً شرابي
المعتاد،التي أصبحت النادلةُ تعدهُ قبل مجيئي ....كنتُ أفكرَ في شيء أخطرُ
مما عليه، ويرغب بي اكثرُ مما أرغب بهِ،شيء من الخيال،من القصص ،من
الروايات ،من المسارح ،من الشوارع ،من الناس،مني ، ومن الحب.
كنتُ أفكرُ كيفَ الانسان يعيشَ قَبَلَ فترة الحب ؟كيف تكونَ حياتهُ
الطبيعية؟ما هي متطلباتهُ ؟ما هي قصتهُ المثيرة ؟من هم الابطال في تلكَ
القصة؟ومن هو المسبب الحقيقي لتفاعلَ هذهِ القصةَ مع الناس؟....لا شيء أن
حياتهُ الماضية مع كلَ شيء مذكوراً إعلاَه ,تجد أن كلَ مخلوق مّرَ في هذا
العالم وعاشَ هذهِ الحياة العاديةُ وبدون إرادة بل بدونَ علماَ ايضاَ وعن
غيرِمعرفةُ مسبقةُ, تجدهُ يفعل ما هو مستحيل حتى يردد قصتهُ المثيرةُ على
مسامعنا,ولكن بالنهايةُ يكتشفُ أن قصيدتهُ تفتقرُ الى الكمال,الى المتعةٌ
في النهوضِ مجدداً من الفراش ,الى عالماً متميزاً بحد ِ عنوانهِ وبحدِ
ذاتهَ ,يفتقر الى الحب .....يكفي بهذا عنواناً على َ كلَ قصةُ تُسرَدُ علىَ
مسامعنا المفتقرةُ لسماع نهاية القصةُ....قصة الحب.
بدأتُ أرىَ مشروبي ألاول قد أنتهى فطلبتُ واحداً جديداً,لنعد الى قصتي
....نعم ,كيفَ سأكون من غيرِ الحب؟ربما شخصاً يقرأ المجلات والقصص
يومياً,ويفتقد الىَ حسُ المداعبة,يفتقر للناس ولا بأس بأن يكونَ له أصدقاء
من عقولاً مريضةُ وأحاسيسٌ ميتةَ,وقلوباً اندفنَت مع ماضيهم التعيس ,وينتهي
بي المطاف على فراشي ولا أحدُ بجانبي,بل لا أحدُ يهتمُ اذ كنتُ ميتاُ منذٌ
قروناً,او عشتُ مخلداً ...واتعفنُ بعدَ ذلكَ في مقبرة لا أعرف شيء عن
....الحب؟؟؟.
فاكسرتُ حواجزي ذلك اليومُ ونهضتُ عن الكرّسيَ ,وبدأتُ أتمشى قليلاً
,فأرأيتُ الناسَ تمسك أياديَ البعضَ بكل حريةٌ,وبكل خاصية لُمُلكِ الحبيب َ
للمحبوب,و رأيتُ أثنينَ يغردان بأذني أحدهما و كأنهما عصافيرَ الصباح حتى
بالمساء يتبادلان القصائدُ والكلماتُ والحبُ ,وصلتُ أخيراُ للبيت,
وكالمعتادُ قبلَ ان أكلَ وقبل أن أرتبَ ثيابي ذهبت الى العالمُ الذي بدأ و
كأنهُ صغيراً في هذه الشاشة,وهذه ألازرارُ وتلك الموادُ ألاخرى,أردتُ فقط
البحثَ عن صديق أكلمهُ ويناقشني ,فوجدتُ رسالةُ جديدةٌ من من فتاةٌ كنتُ قد
أعرفها وأعرفُ أختها ,التي كانت في الصفَ الدراسي معي,كنا على علاقةُ
قويةُ من الصداقة الطويلةُ ,من الاحترام الالمتبادلُ ومنَ ألوّد البشري
الطبيعي بحب ألأاشياء بدونَ أسباب ومسببات, وتقول لي في رسالتها لي,بأنها و
أخيراً وجدتني,وكأنني قلماً ضائعا و رأتني في أحدى كُتبها او قصصها
المفضلةُ ,بل اكثر من ذلك ,كنتُ قد وصفتها بأنها غيمتي وإطلت علي
مجدداً,لآننا أصدقاء منذُ سنيين ومعرفةُ وديةُ كما عبرتها مسبقا,أرتحتُ
كثيراُ عندما علمتُ بأنني وجدتُ صديقاً قديماً وجديداً في حياتي وأرغبت في
معرفةُ ماذا قد حدثَ لها وما قد أقولَ لها في عالمي الجديد كلياً في حياتي
الجديدة .بعد أياماً وأسايبعَ تطورت علاقتنا الى حد ألانظباط
تماماً,بالمواعيد و بالكلام وكان احدنا عندما لا يكلم ألاخر يجد صعوبةُ في
مرور اليومُ عليهِ,وكأن هذا إلاحساس الخطير الذي وصفته مسبقاً قد عاد,وفي
بعض
الليالي أكتشفتُ بأننا نطابق بعضنا للاخر!!!! توقفوا؟؟بدأت بالعطش, فاطلبتُ
كاساً ساخناً جديداً,أعذروني على التوقف المفاجأ ,لنعد الى موضوعي مجدداً.
فأريتُ وقد قلتَ لها وايضا هي قالت لي :اننا نطابق بعضنا للاخر كثيراً
وبشكل غريب وخطير بأن ..... ,اعرف ما يدور ببالكم ألان ..دعوني أشرح لكم
قليلاً لماذا وصفتهُ بهذا الشكل وسوفَ اجعل التشابه بين قوسيين (في
الكلام,في الاسئلة وفي أنواع الطعام,في ألاغاني وفي تعريف القصص والمسارح
وفي الاحلام ,بين الحقيقةُ الواقعةُ وبين افكار الخيال وحتى الاحلام ,بين
الحياة والموتُ بين الاحاسيس في الكتب ,الكتاب ايضاً وحتى الاقلام,....لا
هذا قليلاً بل وايضا التفكير ببعضنا ما قبل المنام) ..... لقد وقفتُ هنا
لأنني غيرتُ كأسي الي أصبح بارداً أكثرَ من الكلاام.
قد أستطيع ألان ان أجزم بالقولَ انكم قد تعودتم علّي مع هذه الشوكولاتة
أكثر من تلكَ النادلةُ ...ربما......لنعد الى قصتي مرة اخرى ,في الواقع هذا
كانَ قليلاً بحقنا ,هذا الذي قلتهُ عنا في التاشبه ولكن فقط لَتقريب
الصورةُ للجميع, وفي بعض الليالي التي لم أستطع أن افتحَ فيها ألاميل,لأنني
كنتُ خائفا ,لا كنتُ مرتعبا من الحقيقةُ التي شارفت على قولها هذه ألايام
وعلنها في ألارضَ وفي السماء,بين الناس وإلاقارب وكذلكَ إلاصدقاء.
بعد ليالي,أمسكتُ الحاسوب ودخلت على ألاميل ,لأنني لم أستطع التحملُ أكثرَ
من هذا وأخيراً وجدتوها هناكَ تنتظرني كما كنتُ بالسابق انتظرها واحسبُ في
دقيقتها بمئات من الساعات والايام والاشهرِ وتواريخها,عاتبتني كثيراً في
أولها,وثانياُ كانت شبهُ ميتةُ كلياً من عذابنا في إخفاء الحقيقة ,حقيقة
حبنا للأخر ,وبعد ساعات من اندماجنا في الكلام وكأنهُ ألاخريين ليسَ لهم
وجود وأن كانَ كذلك ,فاليسَ لهم اي معنىَ في حياتنا هذهِ,وفي أخر نهاية
الليل كانُ الفجر شاهداً على جرأتي في تلكَ اللحظة لأول مرةُ, أنتصرتُ على
مخاوفي وصمتي وكسرت خجلي بل فزت بحربي وانتزعتُ التاج من على رأسي وكتبتُ
عليه أحبك أحبك أحبك ,وأهديتهُ اياها كهديتي في تلكَ اللحظةِ.
لأنأخذَ دقيقةُ نستريحُ بها,لأغيرَ بها حبرَ قلمي وايضا باقي مشروبي الذي
لا ينفك يبردُ كالثلج عندما يذوب في وسطِ النار بسرعةٌ,فاطلبتُ واحداً
جديداً من الكوب الشوكولاتة الساخنةُ.....أترغبون بواحدأ على حسابي؟؟؟؟؟
هههه أمزح فقط ....
عذراً اليكم لنعد من عندِ وقفتنا,الحبُ الذي بدأ ألأن ,اعتذرُ مجدداً ,لقد
بدأ عندما أنتهيتُ من التعبير عن الحب.....وأين كانّ ذلك ؟؟؟ على أيةِ
أحوال,نعم ....أصفوني بما تريدون؟مجنون,مهوس ,عاشقاً ,مريضاً عقلانياً,
وغريباً جداً الى عندما تتعبون,أترك لكم ذلك ,ولكن دعوني اتمتعُ بهذهِ
اللحظةُ ,أجل قلتُ لها بأنني أحبكِ وهدأت امواج بحاري ورسخت سفينتي على
شواطئها الهائجة بنتظار قدومي,من بعيد والتي كانت ترتقبُ شراعي .
قلتها ونُحتت أسمائنا في الحجارةُ في أنحاء الكون وماتُ الناسُ
وتغييرالعالمُ بألواننا ,اصبح ملكا لنا ,كنا أسياداُ له وكانُ خادماً
متواضعاً,اصبحنا جسداً واحداً قلباً,عقلاً وروحاً واحداً عندما قالت لي
وأني ايضاً ,أحبكَ أحبك أحبكَ .
بعد سنين أقصدُ هنا بأياماً وأنتم اعلمُ بالسبب,بيّن أحدنا للأخر كم هو
مهماً عند ألاخر ,في كل شيء صغيرة كانت ,ام كبيرة واصبحنا اذ لم نعرف شيء
عن ألاخر يظطربُ يومنا جدا,وقد قطعنا على انفسنا عهوداً كثيرةٌ ومنها اننا
حتى لو كرهنا بعضنا ,بل حتى لو متنا نظل أصدقاء للأبد.
لا أنكرُ أن كانَ هنالك مشاكل تعيقَنا ,وأوقفت مشروعنا الحب ....واستمرنا
معاً في مواجهة هذه المشاكل ,وكانت هذه بدايةُ فراقنا العسيرولكن لم أكن
أحب أفكرَ بهذه الطريقةِ مطلقاً,لم أحب أن أفكر بأنني سوف أبتعدُ كحبيب
بينما اتكلم معها واعرف حياتها الطبيعية وتعرض علي مشاكلها وانا كصديق ..لا
اكثر,كانت قد مزقتني هذه الفكرةُ ,وكأنني احملُ التحكم النفسي وأختارَ بكل
بساطة أي شخصاً اكون ,وفي أي موقف أصبح ,بالظغط على زر التحويل البسيط لحل
هذه الكارثة بالنسبة الي ...!!!
وقبلَ أيام من ألان ثمَ للأسف,نعم مع كلَ أسفي بذلك ألأامر أقول أنهُ تم
أنفصالنا .....أكنتم تتوقعون هذا ألامر ,لا أعرف عنكم.....ولكن كنتُ ولا
زلتُ مصدوماً بذلك ألانفصال, قطعاً ألاسباب لا أذكرها لأنها بعيدةُ عن
أفكارنا وسخيفةُ بحد معناها,ولكن كما القدر أرادَ أن يجمعنا ويقدم لنا الحب
أرادَ وكتبَ ايضاً أن نفترق ونبقى أصدقاء, أوفياء كما كنا ولا زلنا.صراحة
بل بكل حريةُ أعجبتني الفكرةُ بهذا المنظارحتى نستمرُ بالعيش مجددااً في
هذهِ الحياة التي لا تضل تخبئ لنا الكثير من ذلك الحب ,وسوف نحتاج أحدنا
للأخر بالحياة بالطبع سوف نسند ونقوم على اخرنا مع بعضنا للاستمرار للأمام
,لا للخلف وللوحدةِ والظلام,لا انكرُ ايضا أنيي لم أشتاق لها ,ولكن دعونا
من هذه النقطةُ ,لأن في هذه الحياة الغريبة حتى ألأعداء يشتاقون لأعداهم,
ولكني سوفَ أذهب ألان وأتكلم معها, لأنني لم أتكلم معها من سنين ومنذُ
قرون, على كُلاً أرجو على كلَ من قرأءة هذه ألاحرف وتلكَ الكلمات ان يعذرني
أّذ انني خرجت على الحدود والنقاط الحمراء في قصتي ,وارجو ايضاً ان يستفاد
منها اكثر مني فيها, وأخر شيء ,أحببتُ أن أقول ايضا أن من أحدى صفاتها
,أنها كانت تحب الشوكولاتة الساخنة, التي تحبها من مقهى بعيداً عن بيتها
,فكانت تتمشى لشرب تلك الشوكولاتة الساخنة المميزة بيننا,وعلّيَ ايضا ألان
ان أذهب للبيت مشياً على الاقدام ,لانه المقهى شارف وقته على الاغلاق
.......أترغبون بالمشي معي للبييت...؟؟؟؟ هع هع هع امزح فقط.