شبكة ومنتديات العالم عرب المتنوعةhttps://worldarab.mam9.com منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة
..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Uoooo_11
شبكة ومنتديات العالم عرب المتنوعةhttps://worldarab.mam9.com منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة
..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Uoooo_11
شبكة ومنتديات العالم عرب المتنوعةhttps://worldarab.mam9.com منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة ومنتديات العالم عرب المتنوعةhttps://worldarab.mam9.com منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة

شبكة ومنتديات العالم عرب المتنوعةhttps://worldarab.mam9.com منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة احدث البرامج احدث الالعاب احدث الاكواد والشروحات اشهار منتديات اضف موقعك موسوعة اسئلة واجوبة حصرية مواضيع مميزة اقوى المسابقات الجديدة والربح من النت 2011
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
صاحب المنتدى

صاحب المنتدى
Admin


عدد مشآرڪآتي عدد مشآرڪآتي : 8989
عًٍـمـًرٌٍيَـے• عًٍـمـًرٌٍيَـے• : 31
جْــنـسَے• جْــنـسَے• : ذكر
آآنــــنـــے• آآنــــنـــے• : egypt
بُـلاآآدٍيـے• بُـلاآآدٍيـے• : ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Egypt10
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 14814
اَلتقُيِّيم اَلتقُيِّيم : 16
تاريخ الانتساب : 25/02/2011

..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Empty
مُساهمةموضوع: ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!!   ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Emptyالأحد 25 ديسمبر 2011, 10:01 am

بسم الله الرحمن الرحيم


كتبه ماجد إسلام البنكاني


إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له.

وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

تزكية النفس أمر خطير، وهو من مداخل الشيطان، وقد نهى الشارع الحكيم عنه، والله سبحانه وتعالى أعلم بنفوسنا، فقد قال الله تعالى: ﴿ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾

أي لا تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم، هو أعلم بمن اتقى.

قال الحسن: قد علم الله سبحانه كل نفس ما هي عاملة، وما هي صانعة، وإلى ما هي صائرة.
وقال القرطبي: - قوله تعالى -: ﴿ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ أي لا تمدحوها ولا تثنوا عليها، فإنه أبعد من الرياء وأقرب إلى الخشوع، هو أعلم بمن اتقى، أي أخلص العمل واتقى عقوبة الله.

وعن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال: "سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا: بم نسميها؟ قال: سموها زينب"

والتزكية: هي المدح والثناء.

وفي اللغة: النماء.

وأصل الزكاة الزيادة في الخير، ومنه يقال: زكا الزرع، وزكا المال إذا نما، ولن ينمو الخير إلا بترك الشر، والزرع لا يزكو حتى يزال عنه الدغل، فكذلك النفس، والأعمال لا تزكوا حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكيًا إلا مع ترك الشر.
وقال الأَزهري: الزَّكاةُ الصلاحُ، ورجل تقيٌّ زَكِيٌّ أَي زاكٍ من قوم أَتْقياء أَزْكِياء، وقد زكا زَكاءً وزُكُوًّا وزَكِيَ وتَزَكَّى، وزَكَّاه اللَّه زَكَّى نفسه تَزْكِيةً مدَحها، وفي حديث زينبَ كان اسمُها بَرَّةَ فغيَّره، وقال تُزَكِّي نفسها، زَكَّى الرجل نفسَه إِذا وصفها وأَثنى عليها. وأَصل الزكاة في اللغة الطهارة والنَّماء والبَركةُ والمَدْح، وكله قد استعمل في القرآن والحديث، وقوله تعالى: ﴿ والذين هم للزَّكاةِ فاعلون ﴾؛ فالزَّكاة طُهرةٌ للأَموال، وزَكاةُ الفُطْرِ طهرةٌ للأَبدان، وفي حديث الباقر أَنه قال: زَكاةُ الأَرض يُبْسُها، يريد طَهارَتَها من النجاسة، كَالبول وأَشباهه بأَن يجف ويذهب أَثَرُه.

والله سبحانه وتعالى هو الذي يزكي النفوس وليس لأحد غيره سبحانه.

قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾

أي: ذلك إليه سبحانه، فهو العالم بمن يستحق التزكية من عباده، ومن لا يستحقها فليدع العباد تزكية أنفسهم ويفوضوا أمر ذلك إلى الله سبحانه، فإن تزكيتهم لأنفسهم مجرد دعاوى فاسدة تحمل عليها محبة النفس، وطلب العلو، والترفع، والتفاخر

وقال القرطبي رحمه الله تعالى أيضاً: وقوله تعالى: ﴿ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ يقتضي الغض من المزكي لنفسه بلسانه، والإعلام بأن الزاكي المزكي من حسنت أفعاله، وزكاه الله عزوجل فلا عبرة بتزكية الإنسان نفسه، وإنما العبرة بتزكية الله له، وفي صحيح مسلم عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا بم نسميها ؟ فقال سموها زينب، فقد دل الكتاب والسنة على المنع من تزكية الإنسان نفسه، ويجري هذا المجرى ما قد كثر في هذه الديار المصرية من نعتهم أنفسهم بالنعوت التي تقتضي التزكية كزكي الدين ومحي الدين، وما أشبه ذلك، لكن لما كثرت قبائح المسمين بهذه الأسماء ظهر تخلف هذه النعوت عن أصلها فصارت لا تفيد شيئا.

وعن خالد الحذاء عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال:أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ويلك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك". مرارا ثم قال: "من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه"

قوله: "أثنى": مدح، "ويلك": الويل الحزن والهلاك، ويستعمل بمعنى التفجع والتعجب، "قطعت عنق صاحبك" تسببت بهلاكه لأنه ربما أخذه العجب بسبب مدحك له، "مرارا" أي كرر قوله مرات، "لا محالة" لا بد منه ألبتة، "أحسب" أظن، "حسيبه" كافيه، "لا أزكي على الله أحدا" لا أقطع له ولا أجزم على عاقبة أحد بخير أو غيره.

فتزكية النفس من أخطر الأمراض القلبية، وهو من أكبر العوائق أمام إصلاح الفرد والمجتمع ؛ فالنظر إلى النفس بعين الكمال يُعمي القلب عن رؤية عيوبها وأمراضها التي يجب معالجتها، وهو منبع الكبر والعجب والحسد ؛ لأن الناظر إلى نفسه بعين الكمال يشعر أنه يستحق مِن الناس مِن تقديرهم وتعظيمهم وثنائهم أكثر مما أخذه، فيترتب على ذلك احتقارهم وازدراؤهم؛ لكونهم لم يُعطوه حقه ولم يقدروه حق قدره! وإذا وجدهم يثنون على غيره ضاق بذلك وما استساغه؛ فوقع في تمني زوال النعمة عن أخيه ليتفرد هو - في وهمه وظنه- بالكمال؛ فهي أمراض متلازمة ربما تظهر في جملة واحدة كما ظهرت من إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ظهرت كل هذه الأمراض في قوله لربه -عز وجل- عن آدم -عليه السلام:- ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾ [الأعراف: 12].

وظهرت من فرعون في قوله عن موسى - عليه السلام: ﴿ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52].

وقد وردت أحاديث في جواز المدح في الوجه، وأحاديث تنهى عن المدح في الوجه، فكيف الجمع بينها ؟

قال النووي رحمه الله تعالى: باب النهى عن المدح إذا كان فيه إفراط وخيف منه فتنة على الممدوح، ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهى عن المدح، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه، قال العلماء وطريق الجمع بينها أن النهى محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهى في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير والازدياد منه أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحبا والله أعلم

وتزكية النفس تكون على درجات متفاوتة فأحياناً تكون داخل النفس دون أن يظهر في الكلام ويرى الإنسان القشة التي تظهر في عين أخيه ولا يرى الجذع الذي في عينه.

وأحيانًا يكون في الحال والسلوك، فيقول المرء بلسان حاله: يا أرض انهدي ما في حد عليك قدي.

وأحيانًا تزداد حتى تظهر على اللسان؛ فيمدح المرء نفسه، ويعدد كمالاته ورجحان عقله وفكره وقيادته، وأحيانًا يزداد حتى يُسخِّر من تحته لمدحه، ويجنِّد من يذكر فضائله وينادي في الناس بتفرده، ويكون مقدار المدح والثناء له الذي يبذله منافقوه والقدح في غيره هو المؤهل الأساسي للتقديم والتقريب وتولية المسئوليات! فيوسد الأمر إلى غير أهله؛ فيخرب العمل وتضيع الأمانة، وكثيرًا ما يتستر مرض تزكية النفس وراء ستار مدح المنهج الذي ينتمي إليه الشخص أو مدح الجماعة والطائفة التي ينتسب إليها والدعوة التي يدعو بها، وهو يخفي عن نفسه حقيقة الداء ويغور دفن أعراضه في الأعماق؛ حتى لا يبحث عن العلاج ولا يأخذ الدواء، فيتمكن المرض ويزداد حتى يهلك"!

النظر إلى النفس بعين الكمال يُعمي القلب عن رؤية عيوبها وأمراضها التي يجب معالجتها، وهو منبع الكبر والعجب والحسد .

فعلى المرء أن لا يزكي نفسه ولا يحب من الآخرين أن يمدحوه.

والنفس تزكو بفعل ما أمر الله عز وجل به من الطاعات، وبترك ما نهى الله عنه من المحرمات.

وتزكية النفس بإتباع الكتاب والسنة بالعمل الصالح، وإيتاء الزكاة والصوم، وإعطاء الصدقات، وتقوى الله خير تزكية للنفس لقوله تعالى: ﴿ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ﴾.

وقال الله تعالى: ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾.

وقال تعالى: ﴿ قد أفلح من تزكى ﴾.

وقال الله تعالى: ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"اتق الله حيث ما كنت..." الحديث.

قال الإمام الطبري: أي: لقد منّ الله عليكم يا أهل الإيمان إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم يتلو عليكم آياته ويزكيكم فيما أحدثتم وفيما عملتم، ويعلمكم الخير والشر لتعرفوا الخير فتعملوا به والشر فتتقوه، ويخبركم برضاه عنكم إذا أطعتموه لتستكثروا من طاعته، وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته، فتتخلصوا بذلك من نقمته، وتدركوا بذلك ثوابه من جنته، ﴿ وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾ أي: في عمياء من الجاهلية لا تعرفون حسنة، ولا تستغفرون من سيئة، صم عن الحق، عمي عن الهدي.

وقال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ ويزكيهم ﴾ أي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم، وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم، ﴿ ويعلمهم الكتاب والحكمة ﴾ يعني القرآن والسنة، ﴿ وإن كانوا من قبل ﴾ أي من قبل هذا الرسول، ﴿ لفي ضلال مبين ﴾ أي لفي غي وجهل ظاهر جلي بين لكل أحد.

فزكاة النفس تكون بفعل الأوامر، وترك النواهي كما ذكرنا آنفا.

وأعظم الغفلة غفلة العبد عن ربه عز وجل، وغفلته عن أوامره، وغفلته عن آداب معاملته.

قال قتادة، وابن عيينة، وغيرهما قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وصالح الأعمال.

وقال ابن المبارك: إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا، وإن أنفسنالا تواتيها إلا كرها .

جاء في كتاب إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد:
ذم الإنسان نفسَه واحتقارُهُ لها لِما يتحققه من عُيوبها وآفاتها مطلوب منه لأنه يؤديهِ إلى التفتيش عليها ومحاسبتها بِدقة، ويؤدِيه أيضاً إلى الحذَرِ مِن غُرُورها وشرورها.

فتصلح بسبب ذلك أعمالُه وتصدقُ أحواله وتستقيم بإذن الله أموره وإلآ فسدتْ عليه واعتلّت لدخول الآفات عليها ولا يصُدنه عن ذلك مدح المادحين وثناء المتملقين لأنه يعلم من عيوب نفسه ما لا يعلمه غيره.

المؤمن الحقيقي هو الذي إذا مُدِحَ وَأثني عليه وذُكِرَ طَرَفاً من مَحَاسِنِهِ اسْتَحْيَا من الله تعالى اسْتِحْيَا تعظيم وإجلال أن يُثنَى عليه بصفة لَيْسَتْ فيه، فيزدادُ بذلك مقتاً لنفسِهِ واستحقاراً لها ونُفُوراً عنها، ويَقْوى عنده رؤيةُ إحسانِ الله تعالى إليه، وشهودُه فضله عليه، ومِنته في إظهار المحاسن عليه، ويشكر الله ويحمده على ما أولاه من نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

وقال الشافعي رحمه الله تعالى: خير الدنيا والآخرة في خمس خصال:
غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، ولبس التقوى، والثقة بالله عز وجل على كل حال، وقال للربيع عليك بالزهد، وقال أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان، وقال من أحب أن يفتح الله قلبه أو ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه واجتناب المعاصي ويكون له خبئة فيما بينه وبين الله تعالى من عمل، وفي رواية فعليه بالخلوة، وقلة الأكل وترك مخالطة السفهاء، وقال يا ربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها.

وكان عبدالله بن المبارك في غزوة، فنزلَ عند نهر، ونصَبَ رُمْحَه، ورَبَط فرسهُ، وتوضأ وشرعَ يُصلي، فلما سلم وجدَ فرسه أنها انفلتت وأكلت من الزرع، فقال: أكلت فرسي حراماً فلا ينبغي لي أن أغزو عليها فتركها لصاحب الزرع واشترى غيرها وغزا عليها .

وعن زيد العمى عن عون بن عبدالله قال كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات الثلاث ويلقى بها بعضهم بعضا:

من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الناس أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته .

وقال سفيان بن عيينة: كان أهل الصلاح يكتب بعضهم إلى بعض بهذه الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه .

العلم من أسباب تزكية النفس.

ومن علامات المعرفة بالله القيام بحقوق الله، والتخلص من حقوق العباد، ومن علامات محبة العبد لله إتباع محمد صلى الله عليه وسلم.

قال ابن مسعود رضي الله عنه كفى بخشية الله علما، وبالاغترار بالله جهلا، قالوا فهذا القرآن والسنة، وإطلاق السلف من الصحابة والتابعين يدل على إن العلم والمعرفة مستلزم للهداية، وإن عدم الهداية دليل على الجهل، وعدم العلم، قالوا ويدل عليه إن الإنسان ما دام عقله معه لا يؤثر هلاك .

وقال بعض السلف: ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.

وقال بعضهم: من خشي اللَهَ فهو عالم، ومن عصاه فهو جاهل، وكلامهم في هذا المعنى كثير جداً.

وكان الإمام أحمد رحمه اللَه يقول عن معروف معه أصل العلم خشية اللَه، فأصل العلم باللَه الذي يوجب خشيته، ومحبته، والقرب منه والأنس به والشوق إليه، ثم يتلوه العلم بأحكام اللَه وما يحبه ويرضاه من العبد، من قول أو عمل، أو حال، أو اعتقاد، فمن تحقق بهذين العلمين كان علمه علماً نافعاً وحصل له العلم النافع، والقلب الخاشع، والنفس القانعة، والدعاء المسموع.

وسأل فرقد السنجي الحسن البصري عن شيء فأجابه، فقال إن الفقهاء يخالفونك.

فقال الحسن: ثكلتك أمك فُرَيْقِدُ وهل رأيت بعينيك فقيها، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الذي لا يهمز من فوقه، ولا يسخر بمن دونه، ولا يبتغى على علم علَّمه لله تعالى أجراً.

وقال بعض السلف: إن الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يُؤْمِنْهم مكرَ الله، ولم يدعِ القرآنَ رغبةً عنه إلى ما سواه.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وفي الترمذي وغيره، عنه صلى الله عليه وسلم "خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت، وفقه في الدين"، فجعل الفقه في الدين منافياً للنفاق بل لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه إلا على العلم الذي يصحبه العمل، كما سئل سعد بن إبراهيم عن أفقه أهل المدينة، قال: أتقاهم.

وقال ابن قيم الجوزية: ومن المعلوم أيضاً أن الأرواح منها الخبيث الذى لا أخبث منه، ومنها الطيب، وبين ذلك، وكذلك القلوب منها القلب الشريف الزكى، والقلب الخسيس الخبيث، وهو سبحانه خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبرد والحر والداء والدواء والعلو والسفل وهو أعلم بالقلوب الزاكية والأرواح الطيبة التى تصلح لاستقرار هذه النعم فيها، وإيداعها عندها، ويزكو [بذروها] فيها، فيكون تخصيصه لها بهذه النعم كتخصيص الأرض الطيبة القابلة [للبذر] بالبذر، فليس من الحكمة أن يبذر البذر فى الصخور والرمال والسباخ، وفاعل ذلك غير حكيم فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والحكمة ونور المعرفة والبصيرة فى المحال التى هى أخبث المحال.

وقال إبراهيم الخواص: ليس العالم بكثرة الرواية، وإنما العالم من اتبع العلم واستعمله، واقتدى بالسنن وإن كان قليل العلم.

فتزكية النفس بالعلم النافع الذي يقرب من الله تعالى، ويزيد في الخشية منه، ويحث على العمل الصالح من العبادات العامة، كالصلاة، والصوم، والحج، وما شابه ذلك من أعمال البر، وكذلك تزكية النفس تكون بإمعان النظر في كتاب الله، والقراءة فيه وتدبره والعمل به، والنظر في السنة النبوية المطهرة، وتدبرها، والعمل بها من أسباب تزكية النفس.

والعلم مرتبط بالأدب، فمن تحلى بالأدب مع ما معه من العلم فقد نبل، وكمل دينه.

قال ابن المبارك رحمه الله: لا يَنْبُلُ الرجل بنوعٍ من العلم ما لم يزين علمه بالأدب. رواه الحاكم في تاريخه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elmarapha.com
Admin
صاحب المنتدى

صاحب المنتدى
Admin


عدد مشآرڪآتي عدد مشآرڪآتي : 8989
عًٍـمـًرٌٍيَـے• عًٍـمـًرٌٍيَـے• : 31
جْــنـسَے• جْــنـسَے• : ذكر
آآنــــنـــے• آآنــــنـــے• : egypt
بُـلاآآدٍيـے• بُـلاآآدٍيـے• : ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Egypt10
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 14814
اَلتقُيِّيم اَلتقُيِّيم : 16
تاريخ الانتساب : 25/02/2011

..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!!   ..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!! Emptyالأحد 25 ديسمبر 2011, 12:54 pm

منتديات العالم عرب الجديدة www.worldarabnew.com اسلامية منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة احدث البرامج الالعاب احدث الاكواد والشروحات اشهار منتديات اضف موقعك الان مجانا موسوعة اسئلة واجوبة مطور worldarabnew mtwer www.worldarabnew.com worldarabnew
منتديات العالم عرب الجديدة .. www.worldarabnew.com ::http://www.worldarabnew.com اخبار وفعاليات ومسابقات وجديد منتديات العالم عرب worldarab :: قسم مرشحي مجلس الشعب 2011 | مرشحي مجلس الشورى | مرشحي worldarabnew worldarabnewhttp://www.worldarabnew.com
منتديات العالم عرب الجديدة .. www.worldarabnew.com :: شبكة ومنتديات العالم عرب , اغانى , فضائح , فنانين . العاب , افلام , برامج , ثقافة , مسلسلات , مسرحياتhttp://www.worldarabnew.com , افلام , عربى , ثقافة ,جنس , جنسية , اجنبى 2012فوتشوب العالم عرب اونلاين | العالم عرب على الفيس بوك من هنا وانتظرو المزيد | العالم عرب على تويتر | العالم عرب للمواضيع المنقولة | مدونة العالم عرب المنوعة Blog | ويكيبيديا العالم عرب | مركز تحميل الصور الخاص بالعالم عرب وبس | اخبار وفعاليات العالم عرب | قسم المواضيع المميزة | اسئلة واجوبة العالم عرب العاب 2012 برامج 2012 صور خلفيات 2012 افلام وصور انمي 2012 | قسم طلبات الاشراف فى المنتدى | القسم الاسلامى العام والمتنوع لكل ما تريد | Islami | قسم الرجل المسلم والعربى | قسم المنزل الاسلامى والعربى | http://www.worldarabnew.com http://www.worldarabnew.com/f19-montada | http://www.worldarabnew.com/f20-montada | http://www.worldarabnew.com/f48-montada | http://www.worldarabnew.com/f18-montada | http://www.worldarabnew.com/f47-montada | worldarab.mam9.com © 2009-2011 | شبكة ومنتديات العالم عربعارية سكس عهدى علياء ملابسها علياء المهدى جنازة الأجنة زوجته بالصور خرطوش ط³ظƒط³ العجوزة هانيبال زوجتة بالفيديو الحمبولى ببنها أرمنت البارودى ط¹ط§ط±ظٹط© الزعفران تويوتا فستان كارديشان لكزس قويسنا CBC الجنزوري I30 سوهاج الخريجين بسوهاج جيهان ميداليات شعرها المصريه ط¹ظ„ظٹط§ط، ط§ظ„ظ…ظ‡ط¯ظ‰ تقارن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elmarapha.com
 
..تزكية النفس في ضوء! الكتاب والسنة وأقوال السلف !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة ومنتديات العالم عرب المتنوعةhttps://worldarab.mam9.com منتديات اسلامية منوعة تطويرية جديدة  :: المنتديات الإدارية الخاصة بالمنتدى :: قسم المحذوفات للمواضيع المخالفة و المكررة و التالفة :: ارشيف المنتدى (العالم عرب ) قديما-
انتقل الى: