يبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الطارئ مساء اليوم الأحد بالعاصمة السعودية الرياض تطورات الوضع باليمن, في ضوء مبادرة خليجية لحل الأزمة بين النظام الحاكم ومعارضيه.
وينتظر أن يشارك بالاجتماع وزير الخارجية بحكومة تسيير الأعمال اليمنية أبو بكر القربي الذي بدأ زيارة إلى السعودية أمس الأول الجمعة.
وكان مدير مكتب الرئاسة اليمنية علي الأنسي قد قام أمس بزيارة للرياض لم يكشف عنها التقى خلالها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.
وقالت المصادر إن وزراء خارجية التعاون سيعرضون على القربي، تفاصيل المبادرة الخليجية التي تركز على انتقال سلمي للسلطة باليمن.
وكانت دول المجلس قدمت مبادرة لحل الأزمة اليمنية ترتكز على تنحي الرئيس علي عبد الله صالح من منصبه لنائبه عبد ربه منصور هادي، وتقديم ضمانة للرئيس وعائلته ونظامه بعدم المحاكمة، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية.
صالح: نرفض أي تدخل في شؤون اليمن (الأوروبية)
يُشار إلى أن السلطات اليمنية وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك تسلمت دعوة وزراء خارجية التعاون الخليجي لأطراف الأزمة للحوار في الرياض.
وكان صالح أجرى اتصالات هاتفية مع قادة دول التعاون باستثناء قطر، مجددا ترحيبه بالمساعي الحميدة التي يبذلونها لحل الأزمة في إطار الحوار والوصول لنتيجة تحقن الدماء اليمنية وترضي كافة الأطراف وتخدم أمن واستقرار اليمن ووحدته ومصلحة أبنائه.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية إن صالح أعرب علنا عن استعداده للمشاركة في الانتقال السلمي للسلطة، لافتة إلى ضرورة مراعاة توقيت وشكل هذا التحول عبر المفاوضات والبدء فيها بأقرب وقت.
وكان صالح قد قال في خطاب لم يستغرق سوى دقيقتين أمام عشرات الآلاف من مؤيديه بميدان السبعين بصنعاء إنه يرفض أي تدخل في شؤون اليمن.
وقد استدعى اليمن سفيره لدى الدوحة, على خلفية تصريحات رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حول المساعي الخليجية الهادفة لعقد حوار بين الأطراف السياسية اليمنية بالرياض، وتنحي الرئيس صالح.
وأشار المسؤول القطري باتصال مع الجزيرة إلى أن المبادرة بشأن اليمن خليجية وليست قطرية، وأكد أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.
وفي وقت سابق قال القربي خلال لقائه رؤساء البعثات الدبلوماسية والسفراء العرب والأجانب لدى صنعاء "نؤكد على قرار رئيس الجمهورية بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أو التوريث".
كما قال إن ما جاء بخطاب صالح الجمعة لم يكن رفضاً للوساطة الخليجية بل لما جاء في تصريح رئيس الوزراء القطري.
ووصف تصريحات الشيخ حمد بن جاسم بأنها كانت مفاجئة لليمن "لأنها أولاً أعطت انطباعا بأن الأمر قد حسم وثانياً بأن الأطراف المعنية هي الحكومة اليمنية ودول مجلس التعاون وليس الحكومة اليمنية والمعارضة".
من جهة أخرى, وفي واشنطن, أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحلّ الأزمة السياسية في اليمن.
كما رحب الداعية الإسلامي اليمني عبد المجيد الزنداني بالمبادرة الخليجية قائلا "الشعب اليمني يثق فيها ويتمنى أن تكون الفصل الأخير في الأزمة". لكنه وصف المبادرة بأنها جاءت متأخرة.