دارت معارك ضارية الليلة الماضية بمدينة أجدابيا شرق ليبيا بين الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي والثوار الذين يطالبون منذ 17 فبراير/ شباط الماضي بتنحيه عن الحكم، في حين قصفت قوات التحالف الدولي التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) موقعا لقوات القذافي في مصراتة غربي البلاد.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر طبية قولها إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون في معارك عنيفة بأجدابيا، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة، نزح العديد منهم إلى مناطق أكثر أمنا.
وقال الثوار، الذين وصلتهم تعزيزات من الشرق, إنهم بسطوا سيطرتهم على معظم أحياء المدينة وحاصروا مجموعة تابعة للنظام هناك وأسروا عددا من جنودها.
معارك مصراتة
وفي السياق ذاته نقلت رويترز عن ناطق باسم الثوار بمصراتة قوله إن ثلاثين منهم قتلوا خلال هجمات كتائب القذافي على المدينة أمس، وأضاف أن هذه القوات هاجمت مصراتة من ثلاثة مداخل قبل أن يصدها الثوار.
وذكرت مصادر من مصراتة للوكالة نفسها أن كتائب القذافي قصفت أمس السبت الجانب الشرقي للمدينة بالمدفعية الثقيلة لليوم الثاني على التوالي، مع تركيز القتال على الطريق المؤدية للميناء حيث قتل سبعة من الثوار في معارك عنيفة على هذه الطريق.
وكان الثوار قد خاضوا معركة ضارية مع القناصة, وقالوا إنهم سيطروا على جزء كبير من شارع طرابلس في مصراتة وقطَعوا الإمدادات عن القناصة.
كما تقول أنباء إنّ نحو خمسين جنديا من الكتائب قد سلّموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظلّ تراجعٍ بأعداد الجنود في الشوارع.
الثوار يخوضون قتالا ضد قوات القذافي منذ 17 فبراير/ شباط الماضي (الفرنسية)
تدمير دبابات
ومن جهة أخرى قال حلف الناتو إنه دمر 17 دبابة تابعة لكتائب القذافي، 15 منها في مصراتة واثنتان جنوبي البريقة شرقي البلاد.
ومن جهتها بثت وزارة الدفاع البريطانية صورا قالت إنها تظهر عمليات قصف نفذتها مقاتلة بريطانية من طراز "تورنيدو" ضد أربع دبابات تابعة للقذافي عند مشارف مصراتة.
وتأتي هذه العمليات الدولية ضد قوات القذافي بعد انتقادات واسعة وجهها مدنيون وثوار في ليبيا إزاء ما اعتبروه تباطؤا من قبل الناتو في حماية المدنيين بمصراتة من هجمات كتائب القذافي.
وقال متحدث من الثوار إنهم يشعرون بتغيير إيجابي في موقف الناتو بعدما قصفت طائراته مواقع لقوات القذافي بمصراتة، وكثفت ضرباتها الجوية لقواته المدرعة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأكد مسؤول بالحلف أن مقاتلاته اعترضت طائرة من طراز "ميغ 23" بالقرب من بنغازي السبت كان يقودها طيار من الثوار وطلبت منه الهبوط.
بالمقابل قال خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، إن القوات الموالية للقذافي أسقطت طائرتين مروحيتين تابعتين للثوار قرب البريقة، واتهم الناتو بالانحياز للثوار بتغاضيه عن هذه الطائرات وعدم فرض حظر الطيران الذي نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973.
جبهات أخرى
ويندلع القتال بين الثوار وكتائب القذافي على عدة جبهات أخرى، ففي يفرن بالجبل الغربي قصفت قوات القذافي المدينة بثلاثة صواريخ من طراز "غراد" سقط أحدها على مركز الدرن بمستشفى المدينة ملحقا به أضرارا بالغة.
كما تعرضت الجبهة الشمالية لمدينة الزنتان لقصف كثيف من قوات القذافي انطلاقا من الجبل. وقُصفت مدينة الرجبان القريبة والزنتان أيضا انطلاقا من داخل معسكر الذخيرة بمنطقة القاعة.
في هذه الأثناء تستمر كتائب القذافي في حصار مدينة زوارة بالشمال الغربي وعزلها عن العالم الخارجي، في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية بتناقصِ المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب.