القاهرة 10 ابريل نيسان (خدمة رويترز الرياضية العربية) - باتت الهواجس من عدم توفر الاجراءات الامنية الكافية لحماية المباريات مشكلة تهدد عودة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم او استمراره بصورة طبيعية بعد استئنافه.
وتستأنف المسابقة يوم الاربعاء المقبل بعد توقف قارب على شهرين ونصف الشهر بسبب اندلاع ثورة شعبية اطاحت بالرئيس حسني مبارك.
واثارت وزارة الداخلية قضية الهواجس الامنية بعد ان ارسلت خطابا الى الاتحاد المصري لكرة القدم تطلب فيه ان تتولى الاندية جانبا من تأمين مبارياتها.
وقال سمير زاهر رئيس الاتحاد انه فور تلقيه الخطاب قام بعرضه على الاندية لاستطلاع رأيها.
واضاف زاهر لرويترز "الخطاب الذي ورد من الجهات الامنية يحمل الاندية جزءا مهما في عملية تأمين المباريات التي تقام على ارضها بحيث يتولى أمن كل نادي مهاما تأمينية سواء عند دخول الجماهير الملاعب او اثناء وجودهم بالمدرجات."
وتضمن الخطاب الذي ارسله محسن حفظي مدير الامن العام مطالبة الاندية بتكوين شركات أمن خاصة تكون مسؤولة عن تأمين مباريات النادي التي تقام على ارضه.
واكد الخطاب ان الاندية وشركاتها الامنية المفترضة ستكون مسؤولة عن تفتيش الجماهير لمنع دخول اي اسلحة او عصي او شماريخ تشكل خطورة على عناصر اللعبة وكذلك تأمين دخول وخروج الفريقين وطاقم الحكام من والى الملعب واثناء سير المباراة.
واشار زاهر الى ان الغالبية العظمى من الاندية لم توافق على ان تقوم بالمهام التأمينية وهو ما دفعه لاجراء مزيد من الاتصالات مع وزير الداخلية.
وكان الاسماعيلي اول الاندية التي اعترضت على خطاب وزارة الداخلية.
وقال نصر ابو الحسن رئيس النادي الاسماعيلي إنه قام بإرسال خطاب رسمي إلى الاتحاد المصري للعبة يعلن فيه رفض ناديه تحمل مسؤولية تنظيم المباريات وتأمينها.
واضاف أبو الحسن لرويترز "دور أمن النادي يقتصر على التأكد من حمل المشجع لتذكرة دخول المباراة وليس تفتيشه."
وتساءل ابو الحسن "كيف نلعب المباريات دون أن تقوم وزارة الداخلية بتأمينها في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد."
وتوالى رفض الاندية لخطاب وزارة الداخلية حيث اعلن جلال ابراهيم رئيس نادي الزمالك رفضه لما جاء بالخطاب في حين اعلن الاهلي موافقته.
وهدد المصري البورسعيدي بالانسحاب من الدوري في حالة غياب الامن.
وقال كامل ابو علي رئيس النادي المصري ان خطاب الداخلية سيجعل الاندية تقوم بتكوين شركات أمن خاصة للمباريات وهو ما يكلفها اموالا كثيرة.
واكد محمد فرج عامر رئيس نادي سموحة ان قطاع الامن في ناديه لا يستطيع تحمل مسؤولية تنظيم وتأمين المباريات.
واضاف عامر "امن النادي لا يملك القدرة على تفتيش الجمهور او منع دخول الشماريخ او الاسلحة البيضاء لان هذه مسؤولية رجال الشرطة."
وتابع "لا يستطيع امن النادي ان يسيطر على سلوك الجماهير."
واكد زاهر ان وزير الداخلية منصور عيسوي سيعقد مساء اليوم الاحد مؤتمرا صحفيا للحديث عن الخطاب الذي تم ارساله للاتحاد.
وسيوضح وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي ابعاد الخطاب والتأكيد على ان جهاز الشرطة لن يتخلى عن اداء دوره الاساسي والتقليدي في تأمين المباريات.
وتزايدت المخاوف الامنية في مباريات كرة القدم بمصر بعد الاحداث التي شهدتها مباراة الافريقي التونسي مع الزمالك باياب دور 32 لدوي ابطال افريقيا الاسبوع الماضي والتي شهدت في الدقائق الاخيرة اقتحام الجماهير لارض ملعب استاد القاهرة مما هدد حياة اللاعبين وطاقم الحكام.
واشارت مصادر امنية الى ان الاتحاد الافريقي (الكاف) طلب من الاتحاد المصري خطاب ضمان لتوفير التأمين الكامل لبعثة منتخب ليبيا الاولمبي اثناء وجودها بالقاهرة لاداء مباراة امام منتخب مصر الاولمبي في 16 ابريل نيسان الجاري في التصفيات المؤهلة لدورة الالعاب الافريقية بموزامبيق.
واكدت المصادر الامنية ان خطاب الداخلية بالزام الاندية بتأمين مبارياتها يأتي ضمن حزمة تعليمات لرجال الشرطة بعدم الاحتكاك مع الجماهير حتى لا يتسبب الاحتكاك في مواجهات بين الشرطة والجماهير في ظل الحساسية المفرطة وحالة التوتر بين الجانبين منذ احداث الثورة التي شهدتها مصر مؤخرا.