الوصـــف النباتــى
نبات بنجر السكر يتبع العائلة الرمرامية وتشمل السلق والسبانخ وتتميز
نباتات هذه العائلة بقدرتها على التأقلم على النمو فى ظل الظروف المناخية
المختلفة .
ويزرع بنجر السكر بغرض إنتاج الجذور بصفة رئيسية وهى مخروطية الشكل بيضاء
اللون تحتوى على السكروز بنسب تتراوح بين 15 - 20 % فى المتوسط .
وبنجر السكر تم انتخابه من بنجر العلف وتم التحسين فى صفات المحصول والسكر
عن طريق الانتخاب وطرق التربية المختلفة ولذلك لم تتم زراعتة بغرض إنتاج
السكر إلا فى أواخر القرن الثامن عشر .
وبنجر السكر نبات ذات حولين ففى السنة الأولى يتم إنتاج الجذور بغرض
الحصول على الجذور لاستخراج السكر بالمصانع أو تخزن الجذور لدرجة حرارة
منخفض 6ْ م لمدة 3 أشهر ثم تزرع فى بيئة درجة حرارتها 15 - 20ْ م لمدة 3
أشهر أخرى بحيث يكون طول النهار من 16 - 18 ساعة حتى يتم الإزهار الكامل
وتكوين البذور الخصبة .
وبناءاً على ذلك فالظروف البيئية المصرية ليست مواتية لإزهار وإنتاج البذور ولذلك فإنه يتم استيراد البذور من الخارج .
وفى البلاد الأوربية فإن إنتاج التقاوى يتم عن طريق تخزين الجذور إبتداء
من نوفمبر حتى فبراير ثم تزرع الجذور ويتم الحصاد خلال شهر أغسطس وينتج
الفدان الواحد حوالى 1 - 1.5 طن من التقاوى وذلك فى حالة إنتاج السلالات
التى تدخل فى برامج التربية وإنتاج الأصناف .
أما فى حالة إنتاج التقاوى للأغراض التجارية تتم عن طريق زراعة الآباء فى
خلال أغسطس لتنمو حتى شهر نوفمبر حيث يتساقط الجليد فيغطى النباتات حتى
شهر فبراير وبعد ذوبان الثلوج تبدأ النباتات فى النمو مرة أخرى لإحداث
الإزهار والذى يبدأ بعد حوالى 6 أسابيع ويستمر النباتات فى الإزهار وتكوين
البذور حتى الحصاد فى خلال شهر يوليو .
ويحتوى الجذر فى بنجر السكر فى المتوسط على 75 % ماء ، 20 % مواد صلبة
ذائبة عبارة عن حوالى 16 % سكروز ، 4 % مواد غير سكرية عبارة عن مواد
نتروجينية وأملاح معدنية زيادتها تعيق من تبلور السكر تؤدى إلي إنخفاض
جودة المحصول وخاصة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم ، 5 % ألياف وهى التي
تستخدم فى إنتاج العلف .
الـــــدورة الزراعيــــة
تعتبر الدورة الزراعية من الأهمية بمكان فى زراعة بنجر السكر والدورة
الثلاثية أنسب هذه الدورات خاصة فى الأراضى الثقيلة ( الدلتا ) أما فى
الأراضى الخفيفة فيفضل الدورة الرباعية .
وترجع أهمية المحافظة على دورة محصول بنجر السكر فى حماية التربة من
الإصابة بالأمراض الخطيرة وخاصة النيماتودا . حيث لوحظ زيادة الإصابة
بأمراض تبقع الأوراق والبياض والذبول فى الأراضى التى يتم زراعة بنجر
السكر فيها كل عام ولذلك يجب المحافظة على زراعة بنجر السكر فى الدورة
الزراعية المناسبة لنوع التربة أو فى دورة ثنائية كذلك تزداد الإصابة
الحشرية أيضاً .
إعـداد الأرض للزراعـة
بنجر السكر من المحاصيل الجذرية والتى تنمو الجذور داخل التربة بعمق يصل
من 30 - 50 سم ولذا يلزم أن تكون التربة جيدة التهوية ناعمة مستوية وذلك
لحساسية بنجر السكر لمياه الرى .
يفضل التسوية بالليزر وخاصة فى تلك الأراضى التى تختلف فى منسوبها بدرجة
ليست بالكبيرة ويلزم تهوية الأرض قبل الزراعة لمدة 10 - 15 يوم على الأقل
ويتم حرث الأرض 3 حرثات متعامدة بين كل واحدة والأخرى من 1 - 2 يوم على
الأقل ثم تتم تسوية الأرض .
ويتم التخطيط بعد ذلك بمعدل من 12 - 14 خط فى القصبتين وعادة يتم التخطيط
بمعدل 12 خط فى القصبتين ثم تقسم الأرض بواسطة القنى والبتون بحيث لايزيد
طول الخط عن 9 - 10 متر فى الأراضى الثقيلة حتى يمكن إحكام عملية الرى .
وعادة تفضل الزراعة على خطوط عن الزراعة على مصاطب ( 8 - 9 ) مصاطب على
الريشتين وذلك لإحكام عمليات الخدمة وخاصة عمليات العزيق والتى يمكن
القيام بها بكفاءة عالية فى حالة الزراعة على خطوط كذلك إحكام الرى مقارنة
بالزراعة على مصاطب .
كما تتم الزراعة على القنوات بمعدل جورتين على كل ناحية الأولى فى قمة
حافة القناة والثانية تحتها بحوالى 20 سم وعادة ما تكون الجذور الناتجة
على قمة قناة الري كبيرة الحجم وقد تصل إلى 2 - 5 كجم ولذلك فإنه يجب أن
تكون المسافة بين الجور 15 سم حتى لاتزيد إحجام الجذور .
وعادة ما يكون نمو النباتات ومظهرها دليلاً واضحاً على درجة تسوية الأرض
حيث يكون نمو النباتات ضعيفاً ومتفوقاً فى حالة البقع المنخفضة وتم إعطاء
كميات زائدة من مياه الرى .
ولذلك عادة ماتظهر النباتات التى تنمو فى المناطق القريبة من قمة الخط
بمظهر قوى أما تلك التى تنمو قريبة من باطن الخط فتكون أقل نمواً لحصولها
على كميات أكبر من مياه الرى .
ميعــاد الزراعــة
ميعاد الزراعة من الأهمية بمكان وهو أحد العوامل المحددة للإنتاجية فى محصول بنجر السكر من حيث كمية المحصول ونسبة السكر .
ويتم التوصية بالزراعة إبتداء من منتصف سبتمبر حتى منتصف نوفمبر كما يمكن
التبكير فى الزراعة خلال شهر أغسطس مع مراعاة اليقظة الكاملة فى مقاومة
دودة ورق القطن التى تهاجم بادرات بنجر السكر فى تلك الفترة بضراوة . كذلك
مقاومة الحفار والدودة القارضة .
وبوجه عام تتطلب زراعة محصول بنجر السكر درجات حرارة تتراوح بين 20 - 30ْ
م فى مراحل النمو الأولى وتكوين الجذور ثم 10 - 20 ْ م فى نهاية موسم
النمو لتخزين السكر وكلما تم التبكير فى الزراعة كلما أدى ذلك إلى سرعة
وقوة الإنبات مع ارتفاع درجة الحرارة فى أغسطس وسبتمبر وتوافر مياه الرى
والوقاية من الإصابة الحشرية كما يتعرض المحصول لدرجات الحرارة المناسبة
أثناء الحصاد حيث درجات الحرارة المنخفضة مما يزيد من نسبة السكر بدرجة
كبيرة .
ويجب مراعاة عمليات الرى خاصة فى شهر أغسطس وحتى نهاية النصف الأول من
سبتمبر حيث ارتفاع درجات الحرارة مع زيادة كمية مياه الرى تؤدي إلى حدوث
مرض ذبول البادرات ولذا يجب أن يكون الرى بالحوال وعلى الحامى .
كما يجب مراعاة الإصابة بالحفار والدودة القارضة ودودة ورق القطن فى تلك الفترة حيث تزداد الإصابة خاصة فى الأراضى الثقيلة .
عادة ما تبدأ الزراعة فى منتصف شهر أغسطس ويتم الحصاد فى الأسبوع الأول من
فبراير أى أن عمر المحصول لايتجاوز 180 يوم . لذا فإنه يجب زراعة الأصناف
العالية فى السكر مع الاهتمام بالتسميد الآزوتى من حيث عدم الإفراط
والتبكير فى إضافته وتوريد محصول البنجر خلال شهر فبراير ومارس فى تلك
الفترة يعتبر مثالياً لعمليات التصنيع واستخلاص السكر . حيث أن المناخ
البارد الذى يناسب عملية التصنيع واستخلاص السكر وحيث أن الزراعة تبدأ فى
شهر أغسطس لذلك فإن عمر المحصول فى تلك الحالة يصل بالكاد إلى 6 شهوربينما
عند ارتفاع درجة الحرارة خاصة عندما تزيد عن 30ْ م فإن ذلك يؤثر بدرجة
كبيرة على عمليات التصنيع واستخلاص السكر . حيث يلاحظ فى ظل درجات الحرارة
العالية أن تزيد نسبة المواد الغير سكرية ( أملاح الصوديوم والبوتاسيوم
والألفا أمينو نتروجين ) وتعيق وتمنع تبلور السكر أثناء عمليات التصنيع
ويفقد فى المولاس .
لذلك من المفضل فى تلك الحالة البدء فى زراعة الأصناف المبكرة والعالية فى
السكر والتى تتميز بمحصول عال من الجذور ونسبة عالية من السكر . حتى يساعد
ذلك على استخلاص كميات قياسية من السكر فى بداية الموسم وفى هذه الحالة
فإن عند الحصاد على عمر 180 - 190 يوم فإنه يفضل إضافة الحد الأدنى من
السماد الآزوتى الموصى به ولايزيد عن 60 - 70 وحدة للفدان حتى يساعد ذلك
على دفع النباتات إلى تخزين السكر مبكراً .
وتزداد نسبة السكر ودرجة استخلاص السكر كلما تم الحصاد فى ظروف الجو
البارد أو المعتدل بينما تقل نسبة السكر ودرجة استخلاص السكر فى ظل درجات
الحرارة المرتفعة ( مايو - يونيو ) .