زراعة الداليا " Dahlia " / الأهمية الإقتصادية للداليا وإستخداماتها المختلفة
تعتبرالداليا واحدة
من أكثر نباتات الحدائق أهمية لتعدد ألوانها وأشكالها الجذابة وأحجامها (
التى يتراوح فيها عرض الزهرة مابين 2.5سم أو أقل فى الأصناف الصغيرة ٌ
miniature إلى أكثر من 40 سم فى الأصناف الكبيرة العملاقة giant )
بالإضافة إلى وفرة وغزارة أزهارها وسهولة زراعتها وتداولها وإجراء عمليات
الخدمة بمزارعها ووصولها إلى مرحلة الإزهار فى وقت قصير يتراوح مابين 8 -
12 أسبوع حسب الصنف وموعد الزراعة وحالة الجو . هذا بالإضافة إلى إمكانية
إنتاج أزهارها معظم أشهر السنة لوجود أصناف صيفية وأخرى شتوية . منها
المبكر ومنها المتأخر .
تحتل الداليا مكان الصدارة فى تجميل وتنسيق الحدائق حيث تنمو بقوة عند
زراعتها فى الأرض . كما تلعب دورا هاما فى تجميل وتزيين المنازل لإمكانية
زراعتها فى الإصص . هذا بالإضافة إلى إستخدامها بشكل مكثف فى المعارض .
ويستخدم للمعارض وتجميل الحدائق جميع أنماط وطرز الداليا المتاحة . أما
الطرز المتقزمة فيناسبها الزراعة فى المراقد والمجرات سواء بمفردها أو
مخلوطة مع نباتات عشبية أخرى .
أما الداليا المزهرة فى إصص فيشيع إستخدامها فى تجميل التراسات والأفنية
المشمسة والفرندات . بينما الأزهار التى تعطى أنماطا متعددة الألوان
والأشكال والأحجام ولها أعناق طويلة فإنها تستعمل فى عمل أكاليل وبوكيهات
الزهور كعنصر أساسى فيما يعرف بـ ( Flower arrangement) كما تستخدم وبنجاح
أزهار الداليا الصغيرة والبمبون كأزهار قطف لقدرتها على البقاء متفتحة فى
الزهرية لعدة أيام .
إضافة إلى ماسبق فهناك بعض الإستخدامات الطبية والغذائىة للداليا حيث
تحتوى درناتها على كمية كبيرة من الإنيولين (inulin ) وسكر الفركتوز
(Fructose) وكميات بسيطة من بعض المركبات ذات النشاط الطبى مثل الفيتين
(Phytin ) وحمض البنزويك (Benzoic acid ) .
أيضا إكتشف بمستخلص أزهار بعض السلالات وجود إنزيم (Flavanone 3
hydroxylase ) والذى يقوم بتحليل الفلافونات مائيا إلى فلافونول ثنائى
الهيدروجين (Dihydro Flavonols ) .
نبذة عن منشأ وتاريخ الداليا
تعتبر المكسيك هى الموطن
الأصلى للداليا . حيث تنمو بريا فى عديد من الأجواء أظهرت العديد من
الأنواع مثل : D. merckii ش D. coccinea ش D. imperials ش D. juarezii
ويعتبر النوع الأخير أحد هجن ال ( D. variabilis ) والذى نتجت منه
بالتهجين مع الأنواع والأصناف الأخرى وماتلاه من إنتخاب معظم طرز الحدائق
المعروفة الآن .
ويعتبر العالم ( Aztecs) أول من إكتشف الداليا منذ مطلع عام 1570م وسماها
عندئذ (Cocoxo chital ) وقام بزراعتها كنبات طبى وكزهرة للصلاة (العبادة)
.إلا أن النبات ذكر لأول مرة بواسطة ( Francisco Hernandez) طبيب الملك
فيليب الثانى عام 1651 . ثم قام بعد ذلك (V. Cervantes ) مدير الحديقة
النباتية بمكسيكوسيتى بإرسال بعضا من بذور الداليا إلى ((A. Cavanilles
مدير الحديقة النباتية بمدريد عام 1789 . وكانت هذه أول مرة تخرج فيها
الداليا من المكسيك . ثم إنتقلت إلى أوربا حيث ظهرت لأول مرة عام 1791
وسميت باسم (Dahlia ) تكريما لعالم تقسيم النبات المعروف (Andreas Dahl )
.
وبسرعة إنتشرت الداليا فى دول أوربا الأخرى وأصبحت مألوفة لديهم . وفى
غضون 15 سنة من دخولها إنجلترا أصبح للداليا 300 صنف معروف ومسجل بجمعية
البساتين الملكية بلندن . وفى عام 1841 إمتلك أحد التجار الإنجليز 1200
صنف . ولقد عرضت جمعية البساتين الكلدونية مبلغ 50000فرنك للمربى الذى
أنتج الداليا الزرقاء والتى أصبحت غير موجودة الآن . وتحت رعاية جمعية
الهند الملكية للزراعة والبساتين فى كلكتا . أدخلت الداليا إلى الهند عام
1857 .
ومنذ أن إنتقلت الداليا إلى أوربا والهند . بدأ الإهتمام بها على أوسع
نطاق . حيث أجرى على أنواعها المختلفة عمليات التهجين والإنتخاب فظهرت
الأنواع المجوز ( والمعروفة لنا الآن بالداليا الديكوراتيف ( Decorative )
ومنها نشأت الداليا الكروية ( Show ) ثم الداليا البمبون ( Pompon )
والكاكتوس ( Cactus ) والأنيمون( Anemone) وأخيرا الداليا كولاريت (
collarette ) .
وتنتشر زراعة الداليا الآن فى جميع أنحاء العالم . وأنشأت لها جمعيات خاصة
فى إنجلترا وفرنسا والهند وأمريكا وهولندا . وفى مصر تقيم جمعية فلاحة
البساتين بالإشتراك مع وزارة الرى معرضا للداليا مع الأراولة الكريزا
نتيمم فى شهر نوفمبرمن كل عام بالقناطر الخيرية .
الوراثة فى الداليا (Genetics )
لاتعتبر أصناف الداليا الموجودة حاليا هجن ، ولكنها هجن الهجن( Hybrids of hybrids) .
ويرجع أصل هذه الأصناف ألى عدد كبير من الأنواع البرية والتى مازالت موجودة فى المكسيك ووسط وجنوب أمريكا .
ويعتقد أن الأنواع الثلاثة التالية :
D. imperialis ش D. pinnata ش D. coccineaأهم الأنواع التى ساهمت بشكل كبير فى تطوير وتحسين أصناف الداليا الموجودة هذه الأيام .
ويلاحظ أن العدد الكروموسومى فى الداليا يختلف من نوع بل من صنف إلى آخر ،
فبعض الأنواع البرية تكون رباعية التضاعف ( Tetraploid) بها 32 كروموسوم ،
وعند تزاوجها تنتج نباتات ثمانية التضاعف (Octaploid ) بها 64 كرومسوم ،
كما هو الحال فى D. Variabilis والتى نشأت من التهجين بين الأنواع البرية
( بها 8 مجموعات كروموسومية بكل مجموعة 8 كروموسومات مستقلة ، وعليه يكون
الإجمالى 64 كرومسوم ) ، بينما الأنواع الأخرى بها أعداد كروموسومية
مختلفة . . . فمثلا D. coccinea ( بها إما 16 أؤ 32 كرومسوم ) ، D.
imperialis ( بها 16 كروموسوم ) ، D. merckii (بها 18 أو 36 كروموسوم )
أما ال D. pinnata ( فيها 32 كروموسوم ) .
ولقد وجد أن هذا التنوع الهائل والتباين الكبير فى العدد الكروموسومى بين
أنواع وأصناف الداليا يعزى إلى أنتشار ظاهرة عدم التوافق الذاتى بها ،
وتوريث هذه الظاهرة للأنسال الناتجة منها ، إلا أن Swami Vinayananda عام
1986 ذكر أن هذه الظاهرة لاتنتشر فى كل أصناف الداليا وأن أكثر من 25 ٪ من
الأصناف بها توافق ذاتى . أيضا وجد Sorensen عام 1969 أن الهجن الناتجة من
تزاوج D. coccinea مع D. scapigera بها توافق ذاتى .
وفيما يتعلق بخصوبة حبوب اللقاح ، فهناك أصناف من الداليا تكون حبوب
لقاحها خصبة ، بينما فى أصناف أخرى تكون عقيمة . وبالطبع فإن الأصناف
عقيمة حبوب اللقاح وتلك الغير متوافقة ذاتيا تستخدم بنجاح كأمهات عند
إجراء التلقيح اليدوى ، خاصة فى الدول الشرقية كالهند .
وطبقا لقدرة أصناف الداليا على إنتاج البذور ، فإنها تقسم إلى ثلاثة مجموعات هى :
( أ ) - مجموعة تنتج بذور بسهولة ، وهى التى تعطى بذور فى كل من الزهيرات الشعاعية والقرصية .
( ب ) - مجموعة تعطى بذور فى الزهيرات القرصية فقط ، بينما الشعاعية عقيمة .
( ج ) - مجموعة زهيراتها القرصية والشعاعية عقيمة وبالتالى تفشل فى إعطاء بذور .
ويلاحظ أن الزهيرات الشعاعية تستخدم بكثرة فى عمليات التلقيح اليدوى عن
الزهيرات القرصية . كما أن العديد من البحوث والدراسات أوضحت أن التركيب
الوراثى ( الجينى ) يلعب دورا هاما فى توريث كل الصفات ( كإرتفاع النبات ،
طبيعة نموه ، عدد الأفرع ، لون الأزهار وغيرها ) بإستثناء عدد الأوراق
المتكونة على كل نبات .